الانسحاب البريطاني من الاتحاد الاوربي وتداعياته المستقبلية
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
جرت في العقود الاخيرة من القرن المنصرم مجموعة من التجارب التي تصبوا للوصول الى نمط من التكامل على المستوى الدولي ، اذ تعد التجربة الاوربية حالة فريدة ومميزة ، ويعود السبب في ذلك الى مدى المنجزات التي جعلت هذا التكتل فاعلاً وذا تأثير في السياسة الدولية . لقد تعرض الاتحاد الاوربي الى مجموعة من الازمات منذ تأسيسهِ حتى الوقت الحاضر ، كان اخرها قرار رحيل بريطانيا منه عن طريق استفتاء صوّت البريطانيون من خلاله عن موافقتهم على الخروج من هذا التجمع الاوربي ، على العكس مما حدث عام 1975 عندما صوّت البريطانيون آنذاك على رغبتهم في البقاء داخل مظلة الاتحاد .
ان رحيل بريطانيا من الاتحاد الاوربي عبارة عن تحدٍ جديد وحازم للمشروع الاوربي ، وبخاصة اذا ما علمنا ان ذلك سيؤدي الى تقوية شوكة الاحزاب الرديكالية في بلدانهِ وذلك بسبب تصاعد الاصوات المنادية بالقومية والهوية الوطنية ، واذا ما اراد الاتحاد الاوربي اجتياز هذه الازمة بسلام فيتعين عليه ان يتجه نحو تعميق الروح التكاملية والتعاونية بين الدول اعضاءهِ من خلال دعم مؤسساتهِا العابرة للقومية ورفع مستوى الثقة بالجهات المسؤولة عن صناعة القرار داخل الاتحاد لتحقيق المصالح والاهداف المتوقعة منه .