الموازنات الأدبيّة في كتاب العمدة

الملخص

   الموازنة منهج من المناهج النقديّة التي تكشف عن ملكة الناقد وقدرته على التحليل والحكم ، وهي نوع من أنواع النقد التحليلي الذي يعتمد استنباط النص ومعايشته ، فهي تنشيط لحركة النقد الأدبي.

 وقد اختلفت الموازنات في النقد العربي القديم ، فلم تكن كُلّها خاضعة للمعايير ذاتها ، ورُبَّما اختلفت المعايير لاختلاف جنس المتوازنين مثل الشعر والنثر ؛ ولهذا تنوعت الموازنات الأدبيّة في كتاب العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده لابن رشيق القيرواني (ت542هـ) ، والذي يقف في مصاف الكُتُب الأدبيَّة المهمة ؛ فهو مُؤلَّف موسوعي اشتمل على كمٍّ وافرٍ من فنون الأدب والقضايا النقديّة والبلاغيّة والعروضيّة ، وقد كان للموازنة الأدبيّة - بأنواعها المختلفة - نصيبٌ ثرٌ من هذا المُؤلَّف التي اتضح من خلالها سعة اطلاع ابن رشيق وثقافته ، ونمت عن حِسٍّ نقديٍّ وذوقيٍّ مرهف.

   لذا جاء البحث في مُقدّمة ومبحثين ، تناولتُ في الأوَّل الموازنات الشعريّة الذوقية التي لم تقم على أساسٍ منهجي واضح ، وتضمّن الآخر الموازنات الفنية التي نعني بها الموازنات المُحددة في موضوعها وشواهدها مثل المفاضلة بين (الشعر والنثر) ، و(اللفظ والمعنى) ، و(الطبع والصنعة) ، و(الشعر والخطابة) ، و(القديم والحديث) ، ومن ثَمَّ خاتمة وقائمة للمصادر والمراجع.