أساليب مواجهة المرأة العراقية للعنف الاجتماعي

محتوى المقالة الرئيسي

الدكتور عبــــد الرزاق جـــدوع محمــــــــد

الملخص

لقد تغلغل البعد الذكوري الواحد في التكوين الاجتماعي للفرد في مجتمعنا منذ زمن بعيد، ذلك ان تكوين ماضينا وصناعة حاضرنا قد استأثر بها الرجل، وان المراة اذعنت لذلك كارهة مقهورة، او راضية قانعة في اغلب الاحيان، وهذه المفارقة التي تعكس استثثار الذكور تبرز في استخداماتنا اللغوية في المواقع لكل من الرجل والمراة، لاسيما عندما يكون الكلام عن الامجاد والشجاعة، وهذه العقد الكامنة  في تصوراتنا ومسالكنا في التفرقة بين الجنسين نابعة من التوغل العميق لمفهومات المجتمع الأبوي ( البطرياركي )والى سيطرتها على تفكيرنا وقراراتنا ومؤسساتنا وادابنا وفنوننا بصورة واعية أو غير واعية .


 


تواجه الزوجة في مجتمعنا عنفاً اجتماعياً في علاقتها مع الرجل بأساليب مختلفة تبدأ من الطاعة والاحترام وتنتهي بالمناقشة والرفض او عدم الاحترام وهذه الاساليب تتأثر بطبيعتها بعوامل اجتماعية كالعمر والمستوى التعليمي والمنطقة السكنية والدخل والمهنة، والعنف الذي تتعرض له الزوجة ما هو الا مظهر من مظاهر علاقات قوى غير متوازنة بين تكاليف ومردودات العلاقات بين الزوجين، ومع وجود هذه العلاقات غير المتكافئة بين الزوجين في مجتمعنا الا ان هذه العلاقات مستمرة لان الزوجة هي من يتحمل تكاليف العلاقة فتخفي ما يقع عليها من عنف ارضاءً للمجتمع الذي يحملها المسؤولية وكانها هي المقصرة بحق الرجل، وهي بذلك تخدم رغبة المجتمع في التستر على هذه الظاهرة الاجتماعية .فالمجتمع يحمل صورة متحيزة تجاه الزوجة وهذه الصورة لاتتغير الا بتغير بنية المجتمع , وإعادة نظرته لها باعتبارها عضواً فاعلاً فيه وفسح المجال لها للتعبير عن رأيها وحل ألمشاكل ألتي تواجهها , وهذا يتطلب من المؤسسات ألاجتماعية ألمعنية أن توجه ألافراد إلى عدم التحيز والتعصب وحمل ألصور ألنمطية stereo type عن ألزوجة , والابتعاد عن المعاملات القاسية معها وذلك لتسهيل عملية التكيف بينها وبين الرجل.

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد