الترشيح والتجريد في الاستعارات القرآنية كلمة المفتاح [رشح]

محتوى المقالة الرئيسي

غسان عبد خلف العبيدي
أ.د.إياد عبد الودود عثمان الحمداني

الملخص

قيست البلاغة العربية على القرآن الكريم لما له من معانٍ ودلالات تُثري الفكر الإنساني بصور شتى لها في النفس أثرٌ خلاب؛ مما يحقق نوعا من ترابط الأفكار وتداعي الصور نحو غاية جمالية وتوصيلية لم يكن لكلام بشر أن يصل بما وصل إليه القرآن، وقد بحث الدرس النقدي العربي مبكرا عن شتى الأساليب البلاغية في القرآن الكريم ، فتمثل بأمثلة منها وقاس عليها بلاغة العرب؛ إلا أن البلاغة عندهم تحددت بقواعد ثابتة نأت بما جال به القرآن وابتعدت شوطا آخر عن مبتكراته وخفاياه، فهو الكتاب المعجز الذي أعجز العرب والعجم والذي سبق ببلاغته وعلمه الأولين والآخرين.


لقد توصل الأولون إلى أساليب من البلاغة والبيان، عللت روعة الفصاحة وجمال اللسان، فصنفوها وقسموا أنماطها وساقوا لها أمثلة من القرآن الكريم، ومنها ما اختص بنمط الاستعارة وهما (الترشيح والتجريد) اللذان ظهرا في كتب البلاغة الأولى؛ فخطى البحث عندي خطوة جريئة لتدبر أمثلة جديدة من القرآن الكريم مستندا إلى الرؤية الشمولية في الرصد بتوظيف الرصد السياقي للدلالة، بوصفها نوى دلالية ترشح الاستعارة أو تجردها بمفهومها البلاغي الذي أشار إليه القدماء، وهو ما أشرت إليه في التمهيد ثم سار البحث مقسماً الدراسة على مبحثين، حلل الأول منهما نماذج من الاستعارة المرشَّحة مستنداً إلى الدلالة اللفظية والسياقية، ثم الأثر الدلالي من جهة المعنى الذي جاء لأجله الترشيح، أما المبحث الثاني فقد رصد مثالين للتجريد اختص الأول منهما بالتحوّل الدلالي للتجريد على مستوى الجملة، وأختص الثاني بالتحوّل الدلالي على مستوى اللفظة، ثم توصل البحث إلى خاتمة تضمنت أهم النتائج والمعطيات التي رصدها الباحث خلال مسيرته في تأملات النصوص القرآنية التي ضمت الترشيح والتجريد؛ فهما عنصران فاعلان أسهما في التعبير القرآني، وشكّلا ملمحاً أسلوبياً فيه، وأسأل الله التوفيق والسداد.

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد