أبو الحسن الزاغوني وآراؤه في التفسير من خلال كتاب زاد المسير لابن الجوزي

محتوى المقالة الرئيسي

أ.د محمود عبد الرزاق

الملخص

 


 


  المقدمة


         إن من أعظم ما اشتغل به المشتغلون، وتنافس فيه المتنافسون، وشمّر إليه العاملون، هو معرفة كتاب الله تعالى وما احتواه من علوم وفنون، ولا شك في أن القرآن الكريم قد ملك على علماء الأمة مشاعرهم واستأثر بعنايتهم التي لم يحط بمثلها كتاب من قبل.


           يتحدث البحث عن آراء أحد أعلام فقهاء الحنابلة ومتكلميهم في التفسير وهو: أبو الحسن علي ابن عبيد الله الزاغوني –رحمه الله-، وكما هو معلوم فإن الزاغوني مقلّ في التفسير وهو مع هذا له رأي قوي فيه، ونحن عندما ندرس آراء الزاغوني في التفسير إنما ندرس أثر التفسير عند أعلام الحنابلة، وهل كان الحنابلة يجيدون تفسير القرآن الكريم (خاصة ما كان من تفسير بالرأي) وهم المعروفون بتمسكهم بالكتاب والسنة وشدة إتباعهم لسلف الأمة.


           والحق فإن الزاغوني –رحمه الله- أجاد القول في تفسير القرآن الكريم بشقيه، قال بعض آرائه معتمداً على ما جاءت به الأحاديث عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وعن صحابته –رضي الله عنهم- وعن التابعين لهم بإحسان، وقال البعض الآخر من آرائه وفسرها برأيه معتمداً على لغة العرب وآراء فقهاء الأمة وعلمائها مخرجاً إياها التخريج الصحيح الذي يجب أن تفسر وفقه آيات القرآن (بالرأي)، وكان يحاول جاهداً أن يسند رأيه إلى أصل قوي وهذا ما ظهر لي.


  قمت بدراسة ما وقفت عليه من آرائه وأقواله في التفسير من كتاب: (زاد المسير في علم التفسير) لابن الجوزي –رحمه الله- باعتباره من تلامذته الذين نقلوا الكثير من آرائه في الفقه والكلام والتفسير وغير ذلك.


           عمدت إلى بيان تلك الآراء ومناقشتها وفق منهج مناقشة التفسير بالاعتماد على الكتاب والسنة، ثم أقوال العلماء وأهل اللغة والفصاحة والبيان، وحاولت جاهداً الالتزام بالمنهج العلمي؛ وذلك بالرجوع إلى المصادر الأصيلة ما أمكن وتحرير الأقوال المختلفة في تفسير الآية الواحدة من مراجعها المعتمدة وتوثيق النصوص، وما إلى ذلك من متطلبات المنهج العلمي.


           وقد ذكرت في بداية البحث جانباً من حياته –رحمه الله-، وقد عرّفت بابن الجوزي وكتابه: زاد المسير بشكل موجز، بعدها قمت بذكر الآية التي جاء فيها رأي لابن الزاغوني أولاً، ثم ذكرت ما نقله ابن الجوزي -رحمه الله- من رأي لأبي الحسن الزاغوني، ثم عقبتها بتفسير الآية من مصادر التفسير المعتمدة وذكرت الأقوال فيها، ثم ذكرت حجج الزاغوني فيما ذهب إليه من رأي.


     ثم ختمت البحث بأهم ما توصلت إليه من نتائج، بعدها ذكرت المصادر والمراجع التي اعتمدتها في البحث، فما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان، والحمد لله رب العالمين.                                            

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد