.سباق التسلح الهندي – الباكستاني وأبعاده الإقليمية والدولية
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يمثل التسلح المحور الرئيس لكثير من الدراسات , لا سيما الدراسات السياسية والجيوستراتيجية والاقتصادية والعسكرية , وذلك لتعلقه بقوة كثير من الدول واقتصادياتها , فضلاً عن اتصاله بالسلام الدولي .
إن سباق التسلح الهندي الباكستاني من الموضوعات التي أثارت اهتمام الباحثين , بسبب آثاره الكبيرة , لان تاريخ العلاقات الهندية - الباكستانية مر بمراحل توتر كبير وصلت في أحيان إلى نقطة الحرب المسلحة ولثلاث مرات, بسبب مشكلة كشمير .
وان ما يميز أهمية سباق التسلح الهندي الباكستاني وتداعياته,أن كلتا الدولتين تمتلكان مقومات جغرافية مهمة تجعلها من الدول المتقدمة على المستويين الإقليمي والدولي, فالهند مثلاً تشغل مساحة أكثر من (3) مليون كم 2 , وعدد سكانها وصل إلى أكثر من مليار نسمة , أما باكستان فتشغل مساحة (804) ألف كم2 , ويصل سكانها الى (165) مليون نسمة , وهذه المقومات جعلت هاتين الدولتين من الدول المؤثرة إقليميا ودولياً, فضلاً عن إنهما تقعان جغرافياً في بيئة أمنية غير مستقرة.
وأدركت الهند أهميتها الجيوستراتيجية منذ الاستقلال عام 1947,فدأبت لبناء مقومات قدرة عسكرية متقدمة توصلت إلى امتلاك (65) رأسا نووياً , وصواريخ بالستية هي(اجني وبريثفي), أما باكستان فان برنامجها التسليحي وبخاصة النووي فقد تأخر كثيراً عن الهند إلى أن تم إجراء التفجير النووي الهندي عام 1974 , فقد أسست باكستان منظومة أبحاث نووية وتطلعت إلى علاقات تسليحية مع دول متقدمة إلى أن نجحت في امتلاك (20) رأسا نوويا , وصواريخ بالستية هي (حتف وغوري وشاهين ). ومن المعروف أن هناك دول متقدمة وفرت دعماً لسباق التسلح الهندي الباكستاني مثل روسيا و(إسرائيل) اللتان كانتا المصدر الرئيس لتكنولوجيا الأسلحة للهند فضلاً عن الولايات المتحدة , اما باكستان فقد قامت ببناء برنامجها لتسليحي بمساعدة الصين والولايات المتحدة بالدرجة الأساس فضلاً عن كوريا الشمالية , وبذلك يمكن القول ان سباق التسلح الهندي الباكستاني قد استقطب عناصر جديدة إلى معادلة الصراع الإقليمي في قارة آسيا مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة و(إسرائيل), كما انه أدى إلى زيادة الضغط على كل من كوريا الشمالية وإيران وحتى اليابان نحو تطوير قدراتها العسكرية.