أهل الحل والعقد الصـفات والواجبـات
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وقائد الناس إلى ما فيه صلاح الدنيا وإقامة الدين، وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه، واتبع ملته إلى يوم الدين.
أما بعد. فلقد شهد الواقع العملي لمنهج الله (الإسلام) الذي حدّد معالمه، وشيد بنيانه كتاب الله وسنة رسوله e بالنهوض والقيادة، والتقدم والسيادة، وارتفع بالأمم إلى أعلى درجات الخير والرقي والفلاح، وحقق فيها أروع صور المجد والعدل والصلاح، تلك المعاني العظيمة التي جسّدها هذا المنهج قرونا كثيرة، ضارباً جذوره بقوة وعمق في التجربة التاريخية، عندما عضّ أهله عليه بالنواجذ، أما اليوم فإن الأمة تعيش تراجعاً واضحاً عن منصب الريادة، وتقهقرًا بينًا في باب السيادة، في تحدٍّ كبير، وواقع مرير، وهو نتيجة طبيعية لابتعادها عن منهج ربها، وإقصائه عن واقع حياتها، فتداعى عليها الأعداء من كل حدب وصوب، لنهب خيراتها، ومصادرة ثرواتها، والتشكيك بعقيدتها ودينها، وعزلها عن تاريخها.
ولعل من بين ما تشهده الأمة اليوم هو التشكيك والطعن في نظامها السياسي واتهامه بالضعف والتخلف، وعدم مواكبة الواقع والعصر الذي يعيش فيه، ثم من بين ما وصلت إليه أصابع الاتهام والتشكيك في هذا النظام، الطريق الذي يتم فيه اختيار من يقود الأمة خليفة أو حاكماً أو رئيساً، في محاولة ظاهرها الطعن بهذا النظام، وباطنها استبدال الإسلام بالنظم الوضعية تعويضاً للخلل المزعوم، وسدّاً للفراغ الموهوم.
وحشدت لذلك كل الجهود والطاقات للتسويق والتشويش، وقطع الصلة بتاريخ الأمة السياسي، وجهودها في هذا الميدان، لذلك رأيت في هذا البحث أن أسلط الضوء على جزئية مهمة من جزئيات النظام السياسي في الإسلام، تلك هي الهيئة التي تناط بها مسؤولية اختيار الخليفة أو رئيس الدولة، والتي أطلق عليها علماء الفقه السياسي الإسلامي مصطلح (أهل الحل والعقد)، وهي محاولة لإظهار هذه الهيئة، وبيان ماهيتها، وصفات أهلها، وطبيعة الواجبات التي تقوم بها، لنضع النقاط على الحروف، ونبرز الجهود الكبيرة الرائدة لفقهاء المسلمين في ميدان السياسة، التي حازت قدم السبق في مجالي التنظير والتطبيق. وليتضح من خلال هذه الجزئية ما لدى الأمة في إرثها المعرفي وميراثها السياسي من خير يغنيها عن الاستيراد من خارج هذه المنظومة، ويبطل كل دعاوى النقص والتخلف المزعومة.
وقد قسمت البحث على ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : التعريف والمشروعية . وفيه مطلبان:
الأول : التعريف بأهل الحل والعقد؟
الثاني : حكم تشكيل هيئة أهل الحل والعقد ودليل مشروعيتها.
وخصصت المبحث الثاني: للصفات. وفيه ثلاثة مطالب:
الأول: صفات أهل الحل والعقد.
الثاني: التفاضل بين أهل الحل والعقد.
الثالث: طبيعة وشكل هيئة أهل الحل والعقد.
وخصصت المبحث الثالث: للواجبات. وفيه مطلبان:
المطلب الأول: أهل الحل والعقد في بابي الإمامة والإجماع .
المطلب الثاني: واجبات أهل الحل والعقد.
ثم خلاصة لأهم ما توصلت إليه في هذا البحث.
وثبّتّ في نهاية البحث المصادر والمراجع التي استخدمتها.
والله اسأل أن يجعل لما كتبت القبول والرضى، وأن يدّخر لي أجره، ويجزل لي ثوابه، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.