النشاط الاجتماعي للقناصل البريطانيين في سوريا خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر تدور هذه الدراسة حول البحث في المحاور الآتية:
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
النشاط الاجتماعي للقناصل البريطانيين في سوريا خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر تدور هذه الدراسة حول البحث في المحاور الآتية:
أولاً: القناصل البريطانيون والحياة الاجتماعية في سوريا في بدايات القرن التاسع عشر.
ثانياً: النشاط الاجتماعي للقناصل البريطانيين وعلاقاتهم مع مكونات المجتمع السوري.
ثالثاً: التفاعل الاجتماعي بين نشاط القناصل البريطانيين وسكان الولاية.
أظهرت الدراسة صورة عن الحياة الاجتماعية التي عاشها القناصل البريطانيون في سوريا، ولا تدل هذه الصورة على اضطراب، وإنما توحي بحياة استقرار ودعة، أمنها القناصل البريطانيون لأنفسهم. وكانت حياة لا تفتقر إلى الحيوية والنشاط.
لقد قدمت هذه الحياة للقناصل ألواناً جديدة من البشر والعادات والتقاليد، وجعلتهم بتماس مع الشرق، الذي كانوا يسمعون عنه ويحلمون به، وفي الوقت نفسه حفظت لهم أنماط حياتهم الخاصة وحريتهم وسلامتهم.
فالحياة في الاسكالات السورية كانت تبدو لهم بأنها غير متعبة. إذ كانوا يجدون كل الأمن والتسهيلات الضرورية، للالتفات إلى أعمالهم. أما في أوقات فراغهم، فكانوا غارقين في نزواتهم وملذاتهم ومنافساتهم. فهم قد نقلوا كل مظاهر حياتهم اللاهية الى حيث يقيمون، وأحاطوا أنفسهم بكل مظاهر الراحة والترف. اما المضايقات التي كانت تلحق بهم من بعض الحكام، فهي أمور عارضة، بالغوا فيها لينالوا حقوقاً أوسع، وليظهروا الدولة العثمانية بمظهر الانحطاط والبربرية.
ومن ثمَّ فأن القناصل البريطانيين كانوا يسيئون استعمال تلك الحقوق (الامتيازات) التي منحتها الدولة لهم، ويحاولون التأثير في شؤون الولاية، الأمر الذي ولدَ الأحقاد الاجتماعية تجاههم