التحليل السياسي ومنظومة التغيير العربي

محتوى المقالة الرئيسي

م.د.طلال حامد خليل

الملخص

التحليل السياسي ومنظومة التغيير العربي


إن التحولات الفجائية التي تتوالى في العالم العربي، والتي اعترفت كل اطر الدراسة الأكاديمية ، بعجزها المسبق عن التوقع بحدوثها أو التنبؤ بلحظة انفجارها، ربما شكلت محطة تاريخية، ذات اثر حاسم على طبيعة التحليل السياسي نفسه، ستدفع التحليل  إلى مزيد من التواضع الذي آل إليه مساره، فإذا كان التحليل قـد انتقل مـن (المتوقع ) إلـى ( المحتمل )، فإننا بصدد انتقاله من ( الاحتمالية) إلى(التفسيرية)، دون أي إضافة مبالغة تتصل بقدرته على التوقع أو التنبؤ. مما حمل المحللون السياسيون العرب أن ينصرفوا إلى تفسير الظواهر بعد تشكلها ودراسة الثورات بعد انفجارها، والسعي لبناء النسق مفهومياً بهدف الفهم والتحليل0


     يحاول هذا البحث بيان القصور في التحليل لما حدث في الشارع العربي ، ويوضح مواطن الإرباك التي انتابته ، فمن أهم مواطن الإرباك التي تشكلت في بدايات الثورات العربية ، هو انطلاقها من النقاط الخارجة عن رؤية النظام السياسي والمحلل السياسي معا ، ففي الوقت الذي كان النظام السياسي يسخر كل عمله الأمني لمتابعة وتحديد الجماعات السياسية المعارضة سواء كانت أحزابا أو حركات أو مؤسسات مجتمع مدني ، انطلقت الثورات من تجمعات شبابية ما لبثت أن حشدت الجماهير خلفها وامتدت لتشمل كافة فئات الشعب العمرية والوظيفية ، فضلا عن استخدام التواصل عبر الشبكات المعلوماتية المتطورة والخارجة عن سيطرة النظام ،لقد لعبت وسائط الاتصال الحديثة، المتمثلة خصوصا في المواقع والشبكات الاجتماعية، مثل «فيسبوك» و»تويتر» هذا الدور، أي التقريب بين الناس، الجمع بين الأفكار والطموحات والرغبات المشتركة، دفع الناس إلى اجتراح طرق التعبير عن آرائهم في حرية تامة، بعيدا عن كل أشكال القمع الذاتية والجماعية وبعيدا عن الرقابة والمنع.

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد