عبد الرزاق الهلالي(سيرته ومؤلفاته) (1916-1985)

محتوى المقالة الرئيسي

المشرف أ.د.محمد عصفور سلمان

الملخص

يبدو واضحاً أن اهتمام الباحثين بتاريخ الشخصيات ونشاطهم أمر في غاية الأهمية ، إذ يمكن من خلال هؤلاء تسليط الضوء على العديد من الجوانب الغامضة في تاريخ البلدان التي ينتمون اليها ويمارسون أدوارهم التاريخية فيها.
ومن خلال دراستنا لموضوع الرسالة، توصلت الباحثة إلى عدد من الاستنتاجات فيما يتعلق بحياة ودور عبد الرزاق الهلالي الثقافي والوظيفي، وهي كالآتي:
إِن الهلالي ينتمي إلى أسرة بصرية، ونشأ في أسرة تشجع العلم والمعرفة، فضلا عن أَنّ لولعه وشغفه في القراءة أثراً كبيراً في تكوين شخصيته إلا أن المؤثر الأكبر في اتجاهاته الفكرية ، تمثّل بالمتغيرات والظروف التي شهدها العراق ولاسيما الاحتلال البريطاني للعراق وإفرازاته التي كان لها أثرها البارز، ثم انقلاب بكر صدقي عام 1936، وانتفاضة نيسان -مايس عام 1941، وعمله الوظيفي في البلاط الملكي وما لمسه من أحداث خلال ذلك العمل، كان لها أثرها في تكوين شخصية الهلالي وبروز المنابع الأساسية لتفكيره وتوجهاته المستقبلية .
لقد أسهمت قراءات الهلالي، ومطالعاته باختصاصات مختلفة. التي سعى من خلال ما كتبه إلى تعميق إحساس أبناء وطنه بتاريخهم العريق. ومما زاد من أهمية كتبه أنها كشفت النقاب عن كثير من الحقائق. وقد جاء هذا الإنجاز عبر الأسلوب العلمي المستند إلى البحث والتقصي والتحليل والاستقراء الموضوعي.
أسهم الهلالي في رفد الحياة الثقافية والفكرية في العراق، من خلال مشاركته في النوادي والجمعيات الثقافية ومنها : جمعية الكتاب والمؤلفين العراقيين، واسهامه في المهرجانات والندوات وإلقائه المحاضرات، كما كانت له علاقات ثقافية واجتماعية مع العديد من الشخصيات العراقية والعربية ، ومما يسجل عليه انه كان يميل إلى الابتعاد عن دائرة الضوء والشهرة شأنه في ذلك الكثير من معاصريه من الرواد، فمن وجهة نظره أن ما قدمه لبلده واجب وطني لا يستحق عليه الثناء أو المديح.
دفعه حبه لمدينته ووطنه وأمته، إلى التفاني في عمله فكان معلماً ومربياً وموظفا مخلصا وحريصاً على أداء واجباته بكل صدق ، فشغل عدة مناصب إِدارية تدرج فيها بناءً على ما أبداه من الخبرة والكفاءة في العمل فضلاً عن سمعته الحسنة، حتى كوّن له رصيداً حافلاً بالأعمال الخالدة، والتي تركت الأثر الطيب في نفوس المثقفين، ومرؤوسيه في العمل، وكان لهذا الرصيد الأثر الكبير في اختياره مديراً عامّاً للمصرف الزراعي في بغداد.
ومن النتائج الأخرى التي توصلت اليها الباحثة ، أن أهم المجالات التي عرف واشتهر بها الهلالي هو نشاطه الثقافي، فكان للهلالي دور مهم من خلال تأليفه كتباً عُدَّتْ مراجـــــــــــع ومصادر مهمة لا يستغني عنها الباحث في دراسة تاريخ العراق المعاصر الثقافي والاقتصادي، وقد تنوعت تلك الكتب في مواضيع شتى فقد كتب في التاريخ، والأدب و اللغة ، والاهتمام بالشؤون القروية والريفية ومن كتبه المهمة : تاريخ التعليم في العراق الذي ابتدأه من العهد العثماني ولغاية الانتداب البريطاني، ومعجم العراق بجزأيه : الأول والثاني، فضلاً عن عشرات المقالات الصحفية التي تناولت مواضيع شتى منها: السياسية والتاريخية والأدبية والاجتماعية، التي أسهمت في بلورة أفكاره فيما بعد.
ولغاية أيامه الأخيرة بقي الهلالي يتمتع بنشاط وحيوية فاعلين، وأستطاع أن يستمر في حياته الأدبية والفكرية من خلال تواصله مع حركة التأليف والنشر في الصحف والمجلات.
وفي الختام لابد من القول إِنّ عبد الرزاق الهلالي، كان كريم النفس يتصف بالرزانة والحكمة في العمل، ويبدو أن الهلالي كان ذا ثقة ووفاء لأصدقائه حريصاُ عليهم، ولكن يظهر انه لم تكن علاقته بأقاربه شديدة التماسك، حيث اقتصرت على عدد محدود منهم، ويعود سبب ذلك إلى انتقاله إلى بغداد.

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد