الخطاب النقدي النسوي جدل التنظير والتطبيق

محتوى المقالة الرئيسي

د. مها فاروق عبد القادر

الملخص

إذا كانت الكتابة نظرة للعالم وطريقة للحضور فيه فإنَّ اقتراف الأنثى لهذا الفعل إعلان عن رغبتها في أن تنبثق في هذا العالم حضوراً فاعلا ً ، وصوتا ً مسموعا ً، ورؤية نافذة مشرعة على الواقع والمحتمل والممكن..وكم تبنت المرأة الكتابة آلية دفاعية عن ذاتٍ مهمشةٍ ، مقهورة ٍ ، مكبلة بإرث ٍ ضخم من المحرم والممنوع فرضه عليها الرجل عبر عصور من التسلط والاستبداد ، لكنها كانت وما تزال – على الرغم من كل نضالها المستميت عبر القرون للتحرر والانطلاق من قيد السلطة الذكورية – (الآخر) بالمعنى الفلسفي وليس بمعنى ( الغير ) في المجالات الأخرى من العلوم الإنسانية أي الفرد الذي (( تحدد خصائصه الذهنية والنفسية والبدنية باعتبارها الخصائص المضادة أو المقابلة للخصائص المعيارية للرجل)).(1)وسواء كان تورطها في فعل الكتابة هذا طواعية للخلاص والتحرر والانعتاق ، أو مأزقا ً أوقعها فيه الرجل بفعل ما مارسه عليها من ضغوط فإنَّ الحقيقة الماثلة هي أنـَّها في هذا المأزق ما تزال واقعة تحت تأثير الرجل الذي سبقها إلى امتلاك سلطان الكلام ، وأملى عليها صورة أرادها لها ، فأذعنت لها بفعل كل ما حولها من ضغوط ، مما أدى إلى أن  تكون لغتها ((اللغة المحكومة بالإتباع والطاعة ، تتقنع بإبداع مزعوم وموهوم لا يزول هوامه ولا يتحقق إلا َّ متى خرجت من ظلها وأوجدت ذاتها ، ناصرتها لتبدع ما لا يبتدعه ظل ولا صورة )) (2).

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد