القراءات القرآنية في المفصل للزمخشري

محتوى المقالة الرئيسي

م.د. سعدون طه سرحان العجيلي

الملخص

الحمد لله الذي أنزل الكتاب على سبعة أحرف وخص به أمة محمد تخفيفاً وتيسيراً. والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعائه، وتمسك به إلى يوم الدين.


وبعد:


          فإن أشرف ما يشتغل به الباحثون مدارسة كتاب الله والبحث فيه وإظهار إعجازه، والكشف عن سور أغواره، وأسراره المكنونة ما استطاعوا إليه سبيلا، فالقرآن لا يدرك غوره ولا تنفذ درره ولا تنتهي عجائبه، فهو الصراط المستقيم، فمن عمل به أجر، ثم لما كانت مقتضيات الترقية أن أكتب أبحاثاً كجزء من متطلبات الترقية رحت أبحث عن موضوعات تتعلق بكتاب الله، فوقع اختياري على كتاب المفصل للزمخشري لما له من أهمية في الدراسات النحوية واللغوية. ناهيك عن الاهتام به وذلك لكثرة شروحه وكثرة شراحه، وعندما قرأت الكتاب والدراسات التي دارت حول المؤلف وجدت أن يكون بحثي رصيناً ومستنداً على علمية أن يختار النصوص المتعارف على ثبوت صحتها، فلا يوجد اثنان يختلفان على أن القرآن الكريم هو خير نص ينطبق عليه ذلك، وكان للقراءات القرانية الحظ الأوفى لدى الزمخشري في كتابه المفصل إذ أوصلها |إلى تسعين قراءة، والذي اوقفني لدراسة القراءات القرآنية في المفصل تعليقه على قراءة حمزة (والأرحامِ) بقوله: ( ليست بتلك القوة)، وفي قراءة نافع ( محيايْ ومماتيْ) وهو غريب ومما أثار دهشتي واستغرابي، فظلت هذه العبارة وغيرها تراودني لم كل هذا الطعن أو اللحن أو الرفض؟ الذي يكتنف القراءات، في حين إننا لم نجد نحوياً واحداً أو لغوياً يخطئ شاعراً، وكنت أتساءل لم كل هذه المواقف من قبل العلماء؟ فرحت أبحث عن سبب دفع العلماء باتخاذ هكذا مواقف إزاء القراءات، وإذا كان لابد لي من كلمة تقال: إني درست في مرحلة الدكتوراه ظاهرة الإعراب، فوجدت اختلاف الإعراب يؤدي إلى اختلاف المعاني لاسيما وإن القراءات القرآنية فيها من المستويات ما فيها وسنقف عليها في بحثي هذا، ولا أدعي السبق ولكني أضيف في بحثي الشيء القليل للمكتبة القرآنية، وجاء عملي في هذا البحث على إخراج القراءات القرآنية التي ذكرها الزمخشري أثناء كتاب المفصل وقمت بتخريج القراءات من مضانها سواء أكانت منسوبة في كتاب المفصل أم لم تنسب، وقمت بدراستها، وبعد جمع المادة رأيت أن أدرسها بحسب ما وردت في كتاب المفصل من غير تغيير في خطة ورودها، وأرجو من الله ان أوفق في عملي والله أسأل أن يكون عملاً جديراً بالقبول خالصاً لوجهه الكريم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد