الوقف ودوره الحضاري في المجتمع الإسلامي في ضل الدولة العباسية

محتوى المقالة الرئيسي

أ.م.د.سميعة عزيز محمود

الملخص

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ، اما بعد :


من نعم الله على العباد ان هيأ لهم سبيل الخير المختلفة ، يتسابقون فيها لنيل درجات العلا فتعم الفائدة الدنيوية لغيرهم من ابناء جنسهم ان شريعة الاسلام خاتمة الشرائع وافضلها واتمها واكملها ، فلقد جاءت وافية بحاجات الناس ومتطلباتهم في شتى امورهم ، فشرعت لهم فعل الطاعات وترك المنهيات ، تقرباً الى الله وابتغاء مرضاته ، ولم يقتصر تحصيل الاعمال الصالحة في ظلها على الحياة الدنيوية فحسب ، بل امتد ليشمل الحياة الاخروية ، حيث شرعت من الاسباب ما يحقق تلك الغاية بعد الوفاة ، وهي الصدقات الجارية ، والتي من اهمها الوقف ، ومن المعلوم ان الاوقاف الشرعية في شتى اصنافها كانت رافداً عظيماً لاستمرار حركة العلم والتعليم والتنمية ، ان المتأمل لتاريخ الوقف ليجد حرص المسلمين عليه ، فقداسهم خلفاء و سلاطين وملوك العالم الاسلامي ، واصحاب المال والثراء فيه بما تجود انفسهم ، ويوظفون هذه الاموال في بناء المدارس والاربطة والمساجد والطرق والمحطات والابار بل يوقفون على هذه المنشأت الاوقاف الكثيرة لضمان استمراريتها وعطائها وحياتها ، وكذلك اوقفوا الضياع الكثيرة والدور والمزارع ليصرف ريعها على كل ماله منفعة عامة للمسلمين ، وان الكثير من اصحاب الوقف في الامصار الاسلامية قد اوقفوا املاكهم لتصرف على الحرمين الشريفين والمساجد وغيرها .


         ان المتأمل لمسيرة تاريخ الوقف الاسلامي عبر العصور الاسلامية الماضية ، يقدر هؤلاء الكرام جهودهم وان يدعوا لهم بالرحمة والمغفرة .

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد