الوقف ودوره الحضاري في المجتمع الإسلامي في ضل الدولة العباسية
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ، اما بعد :
من نعم الله على العباد ان هيأ لهم سبيل الخير المختلفة ، يتسابقون فيها لنيل درجات العلا فتعم الفائدة الدنيوية لغيرهم من ابناء جنسهم ان شريعة الاسلام خاتمة الشرائع وافضلها واتمها واكملها ، فلقد جاءت وافية بحاجات الناس ومتطلباتهم في شتى امورهم ، فشرعت لهم فعل الطاعات وترك المنهيات ، تقرباً الى الله وابتغاء مرضاته ، ولم يقتصر تحصيل الاعمال الصالحة في ظلها على الحياة الدنيوية فحسب ، بل امتد ليشمل الحياة الاخروية ، حيث شرعت من الاسباب ما يحقق تلك الغاية بعد الوفاة ، وهي الصدقات الجارية ، والتي من اهمها الوقف ، ومن المعلوم ان الاوقاف الشرعية في شتى اصنافها كانت رافداً عظيماً لاستمرار حركة العلم والتعليم والتنمية ، ان المتأمل لتاريخ الوقف ليجد حرص المسلمين عليه ، فقداسهم خلفاء و سلاطين وملوك العالم الاسلامي ، واصحاب المال والثراء فيه بما تجود انفسهم ، ويوظفون هذه الاموال في بناء المدارس والاربطة والمساجد والطرق والمحطات والابار بل يوقفون على هذه المنشأت الاوقاف الكثيرة لضمان استمراريتها وعطائها وحياتها ، وكذلك اوقفوا الضياع الكثيرة والدور والمزارع ليصرف ريعها على كل ماله منفعة عامة للمسلمين ، وان الكثير من اصحاب الوقف في الامصار الاسلامية قد اوقفوا املاكهم لتصرف على الحرمين الشريفين والمساجد وغيرها .
ان المتأمل لمسيرة تاريخ الوقف الاسلامي عبر العصور الاسلامية الماضية ، يقدر هؤلاء الكرام جهودهم وان يدعوا لهم بالرحمة والمغفرة .