اتجاهات التوظيف النحوي ومناهج النُحاة في سورة البقرة حتى نهاية القرن الرابع الهجري

محتوى المقالة الرئيسي

آية إحسان صادق
أ. د. حسين إبراهيم مبارك

الملخص

اتجاه التوظيف، النحوي، سورة البقرة


لا شكّ أنّ الغرض الرئيس من ضبط قواعد اللغة العربية وبيان أصولها هو خدمة القرآن الكريم، وصيانته من اللحن، وبدأ التأليف في اللغة مبكرًا، وذلك منذ أن دخل الأعاجم في الاسلام، وبدأ اللحن بالظهور على ألسنتهم، فهرع العلماء إلى البادية لجمع ما صحّ من لسان العرب وتدوينه في معجمات جامعة للغة، ومن العلماء من عُني بضبط تراكيب العربية، وجمع تراكيبها واستعمالاتها في مدونات ظلت إلى الآن الركيزة الاولى التي اعتمد عليها طلاب العربية في ضبط أصول العربية وقواعدها.


    ولما كان حماية القرآن الكريم من اللحن الغرض الأساس (كما أسلفنا)، فقد انقسم العلماء في التأليف في التراكيب النحوية إلى أربعة اتجاهات: الاتجاه الأول: اتخذ من القرآن الكريم الدليل الأول في استنباط القاعدة النحوية، الثاني: ركّز على وجوه معاني القرآن وبيان ما تحمله اللفظة من وجوه إعرابية، والثالث: فسّر القرآن آية آية، وفصّل في كلّ ما تحتويه الآية من أحكام لغوية ونحوية، وقراءات، ووجوه إعراب، والرابع: عُني أصحابه بتوجيه القراءات القرآنية المتواترة والشاذة توجيهًا يتّفق مع ما وضعه النحاة من أصول وقواعد، ولا شكّ أنّ سورة البقرة أكثر سور القرآن التي أولاها أصحاب هذه الاتجاهات عناية فائقة، لكونها أطول سور القرآن، فإنّ النُحاة والمفسّرين يودعون جُلّ خبراتهم النحوية، ويؤصّلون عليها القواعد النحوية، ثمّ لا يكررون ما اوردوه فيها من قواعد في السور الأخرى، والله الموفق.


 

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد