زوائد الكافية الملقبة بالحاجبية على إكمال عمدة الحافظ وعدة اللافظ للإمام أبي حفص عمر بن الشيخ علاء الدين أحمد (ت: 748هـ) دِرَاْسَةُ وَتَحْقْيْقٌ
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
الحمد لله الذي بنور رحمته تطمئن القلوب، وبفيض قدرته ترتفع النفوس والهمم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:
فلا شك أنَّ علم النحو واحد من العلوم التي حافظت على أسس العربية، ولا سيما بعد اختلاط الألسن، وفساد اللسان العربي، وإنَّ إطلالة واحدة على تاريخ هذا العلم، تبين مدى اهتمام العلماء بهذا العلم ومدى تطوره من ناحيتي الجمع والتنظير، ولقد اهتم النحاة إلى إبراز مكانة الحد النحوي المتميزة، وجعله علماً قائماً بذاته، وكان نتاج جمعٍ من الكتب في الحدود النحويّة، وقد استطاع النحاة العرب أن يقيموا نظاماً شاملاً لذا يُعَدّ كتاب عمدة الحافظ وعدّة اللافظ لابن مالك واحدا من تلك المؤلفات المشهورة في النحو العربي، الذي حافظ على أسس العربية، فهو مِن أهم المصادر الذي عُرِفَ لدى النحويين، ولأجل ذلك أهتم العلماء بشرحه وتحليل مادته، ومنهم النحوي البارع الإمام أبو حفص عمر بن الشيخ علاء الدين أحمد (ت: 748ه)، الذي كان شرحه من أروع الشروحات؛ لسعة علمه وبراعة استدراكاته وتحقيقاته.
ولأهمية الحدود النحويّة في العلوم ما جعلني الخوض في نهر من أنهار هذا العالم الكبير، وقد وقع اختياري على تحقيق هذه المخطوطة لِمّا لها من أهميّة؛ كون مؤلّفيها من كبار علماء العربيّة، وأمّا ما يتعلق في المخطوط فإنَّ مؤلّفيها جمعا فيها الحدود النحويّة بأسلوب سهل وعبارات واضحة فتوكلت على الله سبحانه وتعالى في تحقيقه.