تناص النصوص القرآنية في نصوص من رسائل ومكاتبات الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وسلم ) في عصر صدر الإسلام

الملخص

     الحمدُ للهِ الذي أوضح لنا سبيل الهداية ، وأزاح عن بصائرنا ظلمة الغواية ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى والرسول المجتبى ، المبعوث رحمة للعالمين ، وقدوة للمالكين ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :

     إن من خير مابذلت فيه الأوقات ، وشغلت به الساعات هو دراسة السيرة النبوية العطرة ، والأيام المحمدية الخالدة ، فهي تجعل المسلم كأنه يعيش تلك الأحداث واللحظات العظام التي مرت   بالمسلمين .

     لذلك حاولتُ في هذه الدراسة المتواضعة دراسة نصوص من رسائل ومكاتبات الرسول الأعظم  ( صلى الله عليه وسلم ) في عصر صدر الإسلام على وفق مفهوم جديد . أن صح التعبير يدعى ( التناص ) الذي يطالعنا بكثرة في دراستنا المعاصرة ، لذلك جعلت عنوان بحثي هذا تحت عنوان    ( تناص النصوص القرآنية في نصوص من رسائل ومكاتبات الرسول الأعظم ( صلى الله عليه    وسلم ) في عصر صدر الإسلام ) .

     لقد فرضت علي طبيعة الموضوع أن أقسم بحثي على مطلبين إذ تناولتُ في المطلب الأول : مفهوم التناص الذي يعد في صورته الحديثة استكشاف غربي فقد تبلور على يد الباحثة الفرنسية  ( جوليا كرستيفا ) لكنه لم يكن وحياً قد نزل على أهل الغرب .

     إذ عرف العرب القدماء الكثير من المصطلحات النقدية القديمة التي تضمنت معنى ( التناص ) مثل ( السرقة ، الاقتباس ، الاحتذاء ، الخ ) ، والمسوغ من وراء ذلك هو الكشف عما وجد عندهم مما يتمشى مع النقد الحديث ، وان لم ينص القدماء عليه صراحة .