انزياح موسيقى الموشحات وإيقاعاتها
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يحاول الانزياح الصوتي استجلاء أبرز المظاهـر الصوتية من خلال بُعـدين رئيسين, أولهما: إيقاعي مقنّن بوصفه نظامًا يتمثل في الأوزان العـروضية وثانيهما: القوافي, وقـد لاحظنا ان الالتزام بالأوزان العـروضية والقوافي لا يعني سقوط قصائد الشعراء في نمطية الموروث, إنما هناك متغيرات يفرضها تبدل الحالة النفسـية والانفعال الشعـوري وتغيرات المكان للمبدع, وقـد رصدت مظاهـر القافية من حيث الأشكال الصوتية العامة وطولها وحركاتها وتكرارها داخل حدود البيت الشعري وما لها من أثر في موسيقية البيت والمعنى, فهي تعمل على خلق شعـرية البيت من خلال ما تحققه من ترجيع صوتي ونغمي يزيد من موسيقية القصيدة, فضلًا عن دورها في تكثيف الدلالة.
وتُعـد الموسيقى من المرتكزات الأساسية للنص الشعـري, فهي الوسيلة الرئيسة التي يمكن من خلالها التمييز بين الشعـر والنثر. وَالشعـر في صياغته الفنية يتكون من تفعـيلات تكسب القصيدة نغمًا مؤثرًا يشـد المتلقي للإصغاء. فالعلاقة بين الموسيقى والشعـر علاقة عضوية تفرضها أحاسـيس الشاعر وأفكاره وتبرّرها عاطفته.
ويبدو أن الموشح تجديدٌ شكلي محدود ولم يأخذ مداه لأنه جزئي، إِذ نرى أن الحداثة والتجديد شكل ومضمون, لـذلك فإن حصر أوزان الموشحات الأندلسـية جميعـًا أمـر يُعـدّ ضربًا من الاجتهاد الشخصي, إذ إن ذلك موكول بالوقوف على النتاج التوشـيحي الأندلسي كله .
ولـذلك فقـد أصبح هـذا المرتكز الفني موضوع اهتمام النقاد قديمًا وحديثًا، فهو في رأيهم كيان المتن الشعري، وبوساطته يتحقق الترابط اللحمي بين المستويات الإيقاعية والدلالية والنحوية لتبدو القصيدة وحدة متكاملة بنائيًا وفكريًا تترك أثرها الفاعل في ذاكرة المتلقي إذ ان نفسه بدأت تتوق إلى هـذا الإطار النمطي بعـيدًا عن الجملة النثرية التي تغني تراكيبها بقوانين ذات ضرورات إيقاعية.