ريادةُ أبي الحسن بن كيسان لنظريّة كليّة في تفسير ظاهرة إعراب الأسماء ( رفعًا و نصبًا و جرًا ) في التركيب
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يقع هذا البحث في دائرة تصوّرات تسعى إلى إعادة قراءة التراث النحويّ العربيّ القديم و التنقيب فيه بحثًا عن ( نصوصٍ ) تحمل قيمًا ذات دلالات تضع فهمنا لهذا التراث عمومًا على جادة المنطق العلمي في قراءة اللغة بوصفها معطى صوتيًّا متحققًا دالًّا قابلًا للدرس ، و تعزز هذا الفهم ، و تثريه ؛ إذ تؤمن أنَّ هذه النصوص ( على قصرها أو قلتها ) من الممكن أن تستبطن فهمًا عميقًا لنهج اللسان العربيّ في بناء العبارة . و من ذلك نصّ مؤسِّس و نصوص ساندة له وقف عليها البحث فـــــي كتاب : ( الموفقي في النحو ) لأبي الحسن محمد بن كيسان ( ت : 299 هـ ) ([i]) أنجزت نظرية كلية في تفسير ظاهرة الاعراب في الأسماء في التركيب العربي .
و البحثُ - من بعدُ - ترجمةٌ تحاول أن تكون أمينة ( إن شاء الله تعالى ) لتراث عالم من علماء العربيّة ( و هو هنا : ابن كيسان ) عسى أن تضيف – إلى الصورة المشرقة التي تعاقب على تكوينها عدد من الباحثين الأجلاء في تراث الرجل طوال عقود خلتْ - شيئًا ( إن كان . . . ) يقدّر للرجل مقالته في القضية موضع البحث و مكانته في ضمن أهم الرجال الذين أدلوا فيها برأي من جهة ، و يحقّق هدف التصوّرات التي يقع في دائرتها من جهة أخرى .
([i]) و هذا على الأرجح عندي في سنة وفاته معتمدًا ما رواه ابن جني (ت : 392هـ ) عن أبي علي الفارسي ( ت : 377هـ ) ؛ إذ قال : (( و سألت أبا عليٍّ عن موت ابن كيسان فأخبرني أنه مات سنة تسع و تسعين و مائتين )) مختار تذكرة أبي عليّ و تهذيبها لابن جني : 189 .