أهمية الموقع السياسي الجغرافي (الجيوبوليتيكي) التركي بين الشرق والغرب

محتوى المقالة الرئيسي

م.د احمد جاسم ابراهيم
م.د هزبر حسن شالوخ

الملخص

    شكل الموقع الجغرافي لتركيا تاريخياً ركيزة لانطلاقها نحو العالمية ولا تشذ المعطيات الجغرافية القائمة في تركيا الحديثة عن تلك القاعدة ، إذ يحاول صناع القرار استغلال ذلك الموقع لبناء رصيد اقليمي والارتقاء به للتحول نحو العالمية ، وتكمن أهمية موقع تركيا في أنها تتوسط قارات العالم القديم الثلاث (آسيا ، أوربا ، وأفريقيا) ، وقد منحها ذلك الموقع منذ القدم قدرة على التفاعل الحيوي في المحيط الاقليمي بحيث تؤثر وتتأثر بالعناصر السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية القائمة على تخومها ، وتمتد الاراضي التركية بين آسيا وأوربا إذ يشكل الجزء الواقع في غرب آسيا حوالي (97%) من مساحة تركيا ويضم عاصمة الدولة أنقرة ، كذلك تقع في قلب المجال الجغرافي المصطلح على تسميته أوراسيا ، وهي بذلك تعد المنطقة الوسطية المتحكمة في منطقة قلب العالم وفق نظرية (هالفورد ماكندر الجيو-بولتيكية) الأمر الذي يؤهلها لأن تكون دولة محورية أو حاسمة في المجال الجيو-سياسي ، فضلاً عن ذلك أنها دولة قارية وبحرية في الوقت نفسه ، وهي ميزة قلما تتوافر في دولة تتمتع بالمكانة الجغرافية التي تمتلكها تركيا ، وتحد الجمهورية التركية دول عدة منها في الجنوب الشرقي جورجيا وأرمينيا وأذربيجان ، وفي الشرق إيران ، وفي الغرب اليونان ، وفي الشمال الغربي بلغاريا ، وفي الجنوب سوريا والعراق ، ويتيح انتشار هذا العدد من الدول على حدودها حرية أكبر في اختيار سياسات أو تحالفات أو إقامة تجمعات في ظل كون تركيا دولة محورية في مجالها الجغرافي ، كذلك تحدها المياه من ثلاث جهات البحر الاسود في الشمال ، وبحر إيجة في الغرب ، والبحر المتوسط في الجنوب ، كما أنها تسيطر على ممرين مائيين مهمين لطالما شكلا تاريخياً محوراً بصراع بين الامبراطوريات والدول أيضاً وهما : مضيق البسفور في شمال تركيا إذ يصل بين البحر الأسود وبحر مرمرة ، ومضيق الدردنيل في الجنوب الغربي ويصل بين بحر مرمرة والبحر المتوسط عن طريق بحر إيجة ، مما يعطيها القدرة على التحكم ويتيح لها التحول الى قوة مائية إضافية الى كونها قوة قارية .  

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد