الأبعاد الاستراتيجية الإقليمية لمشكلة الطوارق
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
مشكلة الطوارق لها ابعادها الاستراتيجية حيث ينتشر الطوارق في صحراء شاسعة الاطراف , وتعاني هذه الاقلية من تهميش وصعوبة في الاندماج المجتمعي .
ويتوزع الطوارق في خمسة دول افريقية هي ليبيا والجزائر والنيجر و مالي وبوركينا فاسو , ومن هذه الدول الخمسة هنالك دولتين لم تهتم بهذه الشريحة وقد انتقمت منهم اشد انتقام , وعدم اعطائهم حقوقهم الا وهي دولتي مالي والنيجر , وكذلك تم زج قياداتهم ورجالاتهم في السجون والمعتقلات و هذه الدولتين لم تمتلك مقومات الدولة المتكاملة حيث هشاشة الدولة والفساد الاداري وغياب العدالة وكثرة الانقلابات فيها.
كل دولة من دول المنطقة لها مصالحها في دولة اخرى اقليمية , ويصعب فهم الاستراتيجية الجزائرية في المنطقة فهي تأخذ بالمد والجزر حسب ما يقتضي مصالحها.
وعملت الجزائر على سياسة وقائية بتوفير البديل الاقتصادي والاجتماعي للطوارق المتواجدين على اراضيها , وجمعهم في قرى ومدن البلاد وترقية معيشتهم , وكذلك دمجهم في الحياة السياسية , وقد خاضت الجزائر ومن منطلق ومبدا حسن الجوار الوساطة الدبلوماسية لحل مشكلة الازواد ومنذ عام 1991 , بين الحركة الشعبية لتحرير ازواد والجبهة العربية الاسلامية للأزواد , ولغرض وقف العمليات المسلحة.
اما ليبيا فقد لعبت الوسيط الامثل في قضية نزاع الطوارق بمالي , باعتبار ليبيا تحكمها علاقات متعددة وغير متجانسة مع زعماء الطوارق وحكوماتهم . وكان للرئيس الراحل السابق معمر القذافي تصريح بتاريخ 1/9/1980 عن انشاء دولة طارقية تضم كل قبائل الطوارق المشتتة بين دول الساحل والصحراء , ومد لهم يد العون من خلال المشاريع التنموية.
اما بالنسبة للمملكة المغربية فكانت توظف مشكلة الطوارق في ادارة علاقاتها النزاعية مع الجزائر , وذلك للخلاف حول الصحراء الغربية.
واما موريتانيا فكانت تخشى من انضمام المتمردين للفصائل الجهادية الناشطة في دولة مالي الى نقطة استقطاب الشباب في العمل العقائدي والسياسي في داخل الدولة.