النقص الداخلي "النفسي" وتعويضه في الشعر العباسي
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات, أحمده حمدًا كثيرًا بما أنعم علينا من النعم الظاهرة والباطنة, والصلاة والسلام على سيد البلغاء سيدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله النبي الأمي, وعلى آله الطيبين الطاهرين.
وبعد:
إنَّ الشعور بالنقص النفسي يحدث تأثيرًا في ذات الشاعر, ولعل الانفعالات النفسية المصاحبة للمواقف التي يمر بها الشاعر هي التي كشفتْ لنا عن محاولات تعويضية يلجأ الشاعر إليها للتعبير عما تخفيه نفسه, فلا يستطيع بعضهم إخفاءه فيبوحون به, وبعضهم الآخر يبحثون عن وسائل يعوضون بها ذلك الشعور. ولمَّا كان الشعرُ مرتبطًا بالشعور, كان أنسبُ سبيل للتعويض هو توجيه الشعر للبوح بذلك الخطاب, فيحدث التعويض بإيراد معانٍ مصاغة بقوالب من البحور الشعرية, وإنَّ شعراء هذا العصر قد عانوا من مشاكل, وعقد نفسية كما عانوا من عاهات جسمية, وكان لهذه العقد النفسية تأثيرٌ أشدّ وطأة في نفوسهم من النقص الجسمي.