الداعي السلطان الخطاب بن الحسن الحجوري سيرته ونشأته الأولى
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
سنعرض في هذا البحث سيرة أحد الدعاة من آسرة آل أبي الحفاظ الحجوري والذي كان له دور بارز بمسؤولية الدعوة الطيبية في اليمن خلال مدّة حياته الممتدة منذ نشأته حتى سنة 533هـ/ 1138م وهي سنة وفاته وقد تبين لنا التالي :
ان الداعي السلطان الخطاب يرجع في الأصل إلى قبيلة حجور الهمدانية ، وتطرق الكثير من الكتاب والباحثين الى هذه الشخصية ، واثنوا على جهوده ونشاطاته المختلفة في مجال حفظ التراث العقائدي والعلمي للعقيدة الاسماعيلية الطيبية ، كما ساهم هذا الداعي ببقاء واستمرارية الدعوة الطيبية في اليمن والتي تعد امتداداً للدعوة الفاطمية حتى انتقالها الى الهند سنة 949هـ/1542م .
ساهم الداعي الخطاب بإغناء المكتبة الدينية بالمزيد من المؤلفات المختلفة في المجال العقائدي والادبي ، والتي ساهمت في الذود والدفاع عن مبادئ الدعوة الاسماعيلية ضد المناوئين للمذهب الاسماعيلي .
كان لهذا الداعي دور قيادي في مسيرة الدعوة الطيبية في اليمن في مجال العلاقات مع كافة فئات المجتمع من سلاطين وملوك ورؤساء قبائل ، وبقية ابناء المجتمع من اتباع الدعوة الطيبية في اليمن ، والتي من شأنها الحفاظ على الدعوة واتباعها .
عمل على ترسيخ الجانب العقائدي الذي تقوم عليه فكرة العبادة الدينية عند الاسماعيليين ، والتي تترسخ في حقائق ثابتة هي : العبادة العملية ( علم الظاهر ) وهو كل ما يتصل بفرائض الدين واركانه ، والعبادة العلمية ( علم الباطن ) وهو ما يشمل على مسائل التأويل وهي من صميم عقائد الاسماعيلية .
ومن خلال عرض موجز لسيرة الداعي السلطان الخطاب سنقف عند اهم جوانب محطات حياة هذه الشخصية التي كان لها الدور البارز في الدعوة الاسماعيلية في بلاد اليمن والذي كان معاصراً للدولة الصليحية وبالأخص مدّة حكم السيدة أروى الصليحية ، وسنتوقف عند اسمه وكنيته واسم ابيه وانتمائه القبلي من خلال ما يتوفر لدينا من قرائن وخاصّة ما قاله الداعي الخطاب نفسه في بعض أشعاره ، وكذلك نستجلي سلسلة نسبه كما وضحها محقق ديوانه ، وسنمر من خلال دراسة سيرته بتاريخ ولادته الذي لم يكن على وجه الدقة والتحديد لأنه لم يرد في المصادر الفاطمية التي هي الأكثر اهتماما بمثل هذه الشخصيات وتدوين حياتهم ، وسيكون تحديدنا لتاريخ ولادته على وجه التقريب وليس القطع وذلك من خلال من تعايش معهم ، وسنتعرض إلى الانشقاق العائلي لأسرة الخطاب وخلافه مع اخوته والتي تطورت إلى الحرب والقتال الدامي ، وسنتوقف عند صفات هذا الرجل الداعية ومواهبه بشيء من الإيجاز ، ومكانته العلمية في وكيفية وصول علوم الدعوة الإسماعيلية إليه ، وسنعرف من خلال هذا البحث أنه كان شاعراً من الشعراء المجيدين في بلاد اليمن ، وإنه كان يكنى مع أخيه بمقولي قحطان ، لفصاحتهما وملكتهما الشعرية والأدبية ، وسنعرض ايضا بعض اقوال العلماء والمؤرخين فيه لنستوضح مدى الأهمية التي تكمن في هذه الشخصية الإسلامية الطيبية ، والذي كان له دور مهم وبارز في الدعوة الإسماعيلية الطيبية في بلاد اليمن حتى وفاته سنة 533هـ كما سنشير إلى ذلك.