الصورة الفنية عند عبد الله باشراحيل
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
جاء اهتمام النقاد المحدثين بالصّورة الفنية، امتداداً لاهتمام بعض النقاد القدماء بها، تحت مسمى الصورة أو التصوير، أمثال الجاحظ، وقدامه بن جعفر، والعسكري، وعبد القاهر الجرجاني، كونها عنصراً مهمّا من عناصر العمل الأدبي. وعلى الرغم من تباين آراء النقاد المحدثين حول مفهوم الصورة، إلا أّنها ظّلت ترتكز بصورة أو بأخرى على مفهوم القدماء لها، من حيث إّنها في بعض صورها تتشكل من الأنواع البلاغية، كالتشبيه، والاستعارة، والكناية.
فالصّورة الفنية في الأدب هي ائتلاف الكلمات وصوغها بطريقة جديدة مبتكره، بحيث تحولها إلى صور مرئية، يستطيع المتلقي أن يؤولها من خلال مخيلته صوراً متحركة ذات معنى مماثل لما أراده المبدع.
لذا جاءت هذه الدراسة تبحث الصورة الفنية عند الشاعر عبدالله باشراحيل، ويعتمد هذا البحث على المنهج الوصفي التحليلي من خلال استقراء بعض أبيات باشراحيل التي تحمل صورا فنية تشكل لوحة كاملة في ذهن المتلقي، واستعراض أهم مظاهر الانزياح الواقعة بين ثنايا أبياته، وأظهرت الدراسة أن الشاعر عبدالله باشراحيل اعتمد على الصورة البلاغية بشكل رئيس من تشبيه واستعارة وكناية وجناس وطباق وغيرها، كما حاولت هذه الدراسة الربط بين اللفظ والمعنى من خلال الكلمات المفاتيح، التي تعتمد على نظرية اللفظ والمعنى عند عبد القاهر الجرجاني، والشاعر باشراحيل من خلال صوره التي أتى بها نلاحظ تأثره بواقعه وواقع أمته الإسلامية والعربية، فتارة تجد الشاعر يعبر بصوره عن حزن لأحوال الأمة وتارة تراه يعبر بفرح على مبدأ استشراف المستقبل، وهذا ما سنجده في البحث.
و نجد باشراحيل يحاكي صور القدماء، إلا أنه اعتمد مبدأ الوسط فلم يغالي بالتشبيهات كما حصل في العصر العباسي، ولم يأتي بصور سطحية كما يحصل عند بعض شعراء العصر الحديث، كما واعتمدنا في القصائد التي استخرجنا منها الصور الفنية على مناسبات هذه القصائد، ولاحظنا بشكل كبير أن أغلب الصور التي تجلت لدى باشراحيل من قصائد ذات مناسبات إما وطنية أو عربية، أو لحدث من أحداث هذا الزمان، وما تتعرض له الأمة من تحديات على جميع المستويات، وهذا ما جعل البحث ينتقي عددا من صور تركت أثرها لدى المتلقي وفق نظرية عمود الشعر.