التفسير الاجتماعي من منظور القرآن الكريم التفسير ، المنهج ، الواقع
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
الحمد لله الذي بحمده تتم النعم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الامين المهداة رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين.
يمثل القرآن الكريم الكتاب الاول والمرجع الاساس بالنسبة للمسلمين كافة، وله القيمة الاولى من حيث الاعتبار والاستناد لدى المسلمين، كما انه من اهم الكتب السماوية التي تمارس سلطتها المعرفية والايمانية على اتباعها عبر قرون من الزمن ودون انقطع، تلك السلطة لا يعلوا سلطة ولا يحد من سلطانها شيء. يعتبر الفكر الاجتماعي من ثمار العصر الجديد ولم يألفه المفسرون القدامى. لقد بدأ الاهتمام بهذا التوجه الفكري عندما استحوذ العقل الاجتماعي على نمط التفكير التفسيري بوحي من الواقع، لاسيما الواقع الإسلامي بمشكلاته وتحدياته، من الانحطاط والتخلف وتفشي الجهل والفقر والمرض والظلم والاستبداد، ومصادرة الحريات، وفقدان الوعي الاجتماعي وغياب الدور المؤثر لأفراد الأمة لمواجهة تلك المشكلات والتحديات وفي البحث عن حلول ومعالجات ناجعة لها. وعليه، بدأ يشعر العلماء الواعون من الأمة، بأهمية الانطلاق من واقع حاجات المجتمع والناس لأستنطاق القرآن وفهم خطاباته، وهكذا ولد المنهج الاجتماعي لتفسير القرآن، ذلك المنهج الذي جعل نصب عينيه الواقع الاجتماعي بكل تداعياته واشكالياته، وبدأ ينطلق منه لطرح اسئلة واستفسارات حول الحياة وقضاياها ومن ثم طرحها على القرآن الكريم بغرض المعالجة واعطاء الحلول. إن التفاسير المعروفة بعنوان التفسير الاجتماعي، هي تلك التفاسير التي تأثر خطاب أصحابها بالواقع الاجتماعي ويستخدمون المصطلحات الاجتماعية بغية طرح قضايا وهموم اجتماعية. والمنهج الاجتماعي في عملية التفسير، فهو لا يزال قيد البحث والمناقشة، ولم يتبلور خطاب تفسيري لدى المفسرين المعاصرين يعتمد المنهج الاجتماعي بمعناه الدقيق لمعالجة القضايا التفسيرية.