الفرق الدِّينية المنتشرة في المشرق الإسلامي (الماتريدية والكلابية) أنموذجًا
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
انتسبت الفرقة الماتريدية إِلى أبي منصور الماتريدي (ت333ه/944م)، وتسمت باسمه؛ فهو مؤسس الاتجاه الكلامي في المذهب الحنفيّ في بلاد ما وراء النهر؛ إذ تلقى على يديه الكثير من الأصحاب والتلاميذ، وقد امتدت آثار تلك المدرسة في أنحاء متعددة من البلاد الإسلامية المشرقية، كذلك تأثر ببعض أفكارها بعض المتكلمين من أشاعرة ومعتزلة وغيرهم؛ فنال الماتريدي بوصفهِ المؤسس الحقيقي لتلك المدرسة مكانة مرموقة وكبيرة؛ إذ ترجع جذور تلك المدرسة إِلى أبي حنيفة (رحمهُ الله)، وقد تطوّرت افكار هذه الفرقة بعد الماتريدي، بفضل جهود رجالاتها وشخصياتها، أَمّا الفرقة الكلابية فوجدنا أَنَّها فرقة إسلامية من أهل السُنّة والجماعة نشأت في النصف الأَوّل من القرن الثالث الهجريّ، وانتسبت إِلى عبدالله بن سعيد بن كلاب البصريّ (ت245ه/860م)، كان هو وطائفته يحفظون العقيدة الإسلامية ويحرسونها بالطرائق والبراهين العقلية والأصولية؛ حتّى عدّه الكثير من المؤرخين للفرق من متكلمة أهل السُنّة والجماعة، الذين أضافوا إليه الكثير؛ ولكن بمنهج خاص، واتصفت المدرسة الكلابية بالردّ على الفرق الضالة بوساطة إعلامها وخيرة رجالاتها، وكان ذلك واضحًا في كتبهم ومناظراتهم، ولاسِيَّمَا الردّ على المعتزلة، التي حاولت الإفادة من قوّة الخلفاءالمؤيدين لها في نشر أفكارها؛ فوجدت الكلابية الجمع بين الحجة العقلية والحجة النقلية في الدفاع عن العقيدة الإسلامية؛ فخرجت بأقوال جديدة في العقيدة؛ مِمَّا ساعد في انتشارها.
هذه مقالة وصول مفتوح بموجب ترخيص CC BY 4.0 (http://creativecommons.org/licenses/by/4.0/)