بنية الامكنة ودلالاتها The structure of places and their implications
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
إن أبعاد الفكر الإنساني لا تستطيع تجاوز نطاق البعدين الزماني والمكاني، وليس بمقدور الخيال أن يبادر إلى خلق بعد لا زمكاني، فالزمان والمكان هما الرابطان الحتميان لإيصال الدال بالمدلول، الذهن لم ينطبع على تخزين ولملمة أي مدلول بإغفاله لبعد المكان أو الزمان، ولذلك لم يسجل العقل البشري أية دلالة خارج نطاقيهما.
إذن فالمكان شأنه في ذلك شأن الزمان هو العنصر الرئيس في معظم الأجناس الأدبية، ويساهم المكان بفعالية في توطيد العلاقة بين أجزاء النص الأدبي، وإعطاء كل جزء مهامه الذي وكِّل به، ويخلق بذلك التناسق بينها، ويحافظ كذلك على سياق النص وقوامه، وذلك لما يتمتع به من قدرة وإمكانية على تحوير النص وتقريبه إلى ذهن المتلقي وإضفاء صبغة إمكانية تحقيق مجرياته في الواقع، ويختلف حضور المكان من جنس أدبي إلى آخر بحسب المساحة المسموح بها للحضور، فيسجل أعلى حضور له في الرواية ويتقلص ذلك الحضور شيئاً فشيئاً بحيث يقترب من اللا حضور في بعض الأعمال الأدبية المعاصرة كالومضة والهايكو على سبيل المثال ، ولكنه لا ينزلق إلى العدم، فالمكان هو قوام النص الأدبي، وعلامته الفارقة.
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.