نظرية السلالم الحجاجية (خطب النساء في العصر الإسلاميّ - إنموذجاَ -)

محتوى المقالة الرئيسي

أ.م.د زينب الملا السلطاني
ميسم صباح خضير

الملخص

ما تنفك الدراسات اللسانية الحديثة تتطور في شتى الجوانب، ولعل الدراسات الحجاجية من أحدث الدراسات اللسانية والخطابية التي تحاول الوصول إلى الكيفية التي تقوم عليها النصوص بعملية الإقناع والوقوف على أسباب التغاير بين النصوص من حيث درجة الإقناع بين الارتفاع والانخفاض، وأهم الوسائل اللسانية والبلاغية التي تستعمل في الحجاج.
وقد ظهرت كثيرٌ من الدراسات الحجاجيّة العربية في الآونة الأخيرة ولا سيما في المغرب العربي، إذ عُنيت البحوث العربية بدراسة التطبيقات الحجاجيّة على النصوص اللغوية، ولاسيما في القرآن الكريم.
ولابد من الإشارة الى أنّ للحجاج عند العلماء العرب ملامح وشذرات تختلف الاختلاف كلّه عن الحجاج بمفهومه الحديث وأسسه ونظريته ،وهذا ما ذهب إليه غير واحد من الباحثين حيث جعل مصطلح الحجاج أعجمي النشأة ثم انتقل إلى العربية عن طريق الترجمة( ). وهذا لا يعدم تطبيقه في النصوص العربية من شعر ونثر بل على العكس إنّ تطبيق نظرية الحجاج في هذه النصوص يكشف لنا جوانب وامكانيات لم يلتفت إليها من قبل.
ونظرية السلالم الحجاجية مؤسسة على التدرّج في توجيه الحجج، وأهميتها لا تتجلى من خلال الصدق والكذب وإنّما في قوة الحجج وضعفها، فالخطيبة في حججها تُرتّب الحجج من حيث القوة والضعف، وذلك بحسب السياق الذي ترد فيه.
ولو عدنا لوجدنا الخطبة من أهم المواضع التي يظهر فيها الحجاج، لذا ارتأينا في هذه البحث أنْ نبحث عن أهمّ السمات الحجاجية التي امتازت بها تلك الخطب ولاسيما نظرية السلالم الحجاجية ودورها في ترتيب الحجج بشكل سلّمي للتأثير في المتلقي وحمله على الإذعان.
وقد اعتمدنا في معالجة موضوعات هذا البحث ,منهجين هما المنهج الوصفي والتحليلي ، أما الوصفيّ فلأنَّه يتناسب مع الدّراسة اللَسانية التّداولية، وأما التحليليّ فيهدف إلى تحليل النماذج المختارة من الخطابة, وقد عملنا مزاوجة بين منهجي بيرلمان وديكرو في تحليل النصوص. واختيارنا للخطب كان بصورة انتقائية بما ينسجم وطبيعة الدراسة للوقوف عندها وتحليلها من عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى سنة( 132هـ ) إذ كانت الخطابة من أقدم الفنون الأدبية، وأنّ شرائح المجتمع جميعها بحاجة إلى الخطيب للمناشدة والتوعية وإثارة بعض القيم لديهم وما إلى ذلك من الغايات( ).
والخطبة (( شكل فني يعتمد الأساس العاطفي في التعبير، مصحوباً بالأدوات الفنية من إيقاع وصورة ونحوهما من العناصر التي تطبع الفن)) ( ). فمن خلال هذا التعريف يمكن أن نستنبط أهميتها وتأثيرها على الجمهور باستثمار الخطيب (العقل الجمعي) في إحداث الإثارة والإقناع( ).

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد