الخطاب الأدبي والخطاب السينمائي إشكالية التوصيل

الملخص

    يعد الخطاب السينمائي واحداً من أهم نمـاذج الخطابات المرئية، وتؤدي اللغة فيه أثرا  رئيساً إلى الدرجة التي تشكل معها وفي إطارها مصطلح (لغـة الســينما)، وعلى الرغم من أنّ هذه اللغـة تخضع للكثير من المؤثرات التي تسهم في تكوينها وتشكيل خطابها، إلا أنّ الجانب اللساني قد يشكل العنصر الأهم في هذه اللغة، ومثلما تتمتع كل نماذج الخطابات الأخرى بشعرية خاصة فإن لهذا الخطاب شعريته أيضاً، غير أن هذه الشعرية لا تظهر من خلال العنصر اللساني في لغة الخطاب إنما تبرز من خلال العناصر التشكيلية المكوّنة مجتمعة. أما الخطاب الأدبي فيمنح المتلقي حرية كبيرة في إطلاق نشاط المخيلة لتصور أبعاده ومقترباته، في حين ينطوي الخطاب السينمائي على اقتصاد في تخيّل الحيز، يفرض فيه المخرج حدود النشاط التخيلي ارتباطاً بالصورة المعروضة وعلاقتها بالملفوظ، وبحكم انعدام حرية التفاعل مع النص المرئي.