المصباح المنير والمرشد للعابر في المسير فيما يتعلق بالحج والعمرة في المؤجر والأجير للامام محمد بن زياد الوضاحي الشرعبي (ت 1135 هـ ) دراسة وتحقيق
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فالحج هو قصد الكعبة لأداء عبادة مخصوصة في زمان مخصوص بشروط مخصوصة, وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو فرض على كل مسلم بالغ له القوة واليسار والصحة.
فالحج فرض باتفاق المسلمين لقول الله تعالى: ﭽ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﭼ، ومن السنة النبوية المطهرة سُئِلَ الرسول –r– أي العمل أفضل؟ قال: (إيمان بالله ورسوله)).. قيل ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرور)), وقال –r– ((من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)).
فيجب الحج على من توافرت فيه الشروط الستة الآتية: الإسلام, العقل, البلوغ, الحرية, أمن الطريق, الاستطاعة.
شرع الإمام الشرعبي رحمه الله في رسالته هذه مسائل وصفها بأنها نزرة, أي: قليلة فيما يخص المؤجر والأجير في الحج والعمرة , التقطها من متفرقات أبواب كتب المعتبرين وجمعها في هذه الورقات تسهيلاً على المبتدئين, كما قاله في مقدمة رسالته.
وقد أحتوت هذه المسائل على تحصيل الحج للغير إنما يكون لموت أو عضب ، فالمعضوب بالمعجمة العاجز عن الحج بنفسه لنحو زمانةً،أو مرض لا يرجى برؤه. والعضب كما جاء في اللغة: الشلل ، والخبل ، والعرج.
إن وجد أجرة من يحج عنه ولو ماشياً بأجرة المثل لزمه الاحجاج عن نفسه فوراً أن عُضب بعد الوجوب والتمكن وعلى التراخي ان عضب قبل الوجوب أو معه أو بعده ولم يمكنه الاداء هذا إذا كان بينه وبين مكة فرق مسافة القصر، وإلا لم تجز له الإنابة مطلقاً بل يكلف الحجّ بنفسهِ.
وذكر رحمه الله الأجارة وأقسامها وشروطها, قال الإمام:
والإجارة على ضربين:
اجارة ذمةٍ بأن: يقول الزمت ذمتك تحصيل الحج لي أو لميتي بكذا.
وإجارة عين: بأن يقول استأجرتك لتحج لي أو لميتي بكذا.
وقد أعتمد الإمام الشرعبي في رسالته هذه على أمهات الكتب ذكر منها نصاً:
كتاب الأم للإمام الشافعي رحمه الله, وتحفة المحتاج بشرح المنهاج, لابن حجر الهيتمي المالكي . وفتح الجواد بشرح الإرشاد, لشيخ الإسلام ابن حجر الهيتمي كذلك, وروض الطالب ونهاية مطلب الراغب, لإسماعيل بن ابي بكر بن عبدالله الشرجي ابن المقري شرف الدين ابو محمد، وأسنى المطالب في شرح روض الطالب, هو لشيخ الإسلام / زكريا الأنصاري السنيكي المصري الشافعيّ، وكتاب ( الأنوار لأعمال الأبرار), هو من أهم الكتب في الفقه الشافعي للعلامة يوسف الأردبيلي.
وإن بحثي الموسوم (المصباح المنير, والمرشد للعابر في المسير, فيما يتعلق بالحج والعمرة في المؤجر والأجير. للإمام الشرعبي المتوفى سنة: 1135ه, دراسة وتحقيق) ؛ لتكشف جانبا من جوانب هذه الشريعة، مع أن الشريعة لم تغفل عن أي جانب من جوانب هذه الحياة، وقد أكد الإسلام على هذه الشعيرة التي هي فرض فرضه الله في كتابه العزيز.
وتتجلى أهمية هذا البحث كونه وسيلة لتحقيق غايات عدة تعود منفعتها للفرد والمجتمع، وتتصل بالنواحي الاقتصادية والأخروية.