الإسطورة والحقيقة في الروايات التاريخية لوهب بن منبه
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يُعد وهب بن منبه تابعي يمني ورعاً واسع الاطلاع له معرفة بكتب الأولين وأهل الكتاب، وإليه تُرجع معظم الاسرائيليات المنتشرة في المؤلفات الإسلامية، فضلاً عن معرفته بأخبار العرب قبل الإسلام وأخبار اليمن والأقوام العربية البائدة. وكان ذلك بفضل إجادته لأربع لغات هي العربية والسريانية والعبرية والحميرية، وصَبت مصنفاته نحو تكوين تاريخ عالمي ومنها قصص الأنبياء والأحاديث النبوية والعباد وأحاديث بني إسرائيل وكتاب القدر والتيجان في أخبار الملوك المتوجه من حمير والأخير مزيج من الإسرائيليات والقصص اليماني.
بَيد انه لا يذكر أسماء مصادره بالتحديد ولاسيما عن عدم ظهور أسانيد كثيرة في أعماله لذلك لم يأخذ عنه الرواة إلا نادراً بخلاف غيره من تابعي المدينة. بدت كتاباته كما هو هيكل معلوماته بإسلوب قصصي أشبه بقصص الأيام قبل الإسلام وهي كتابات أدبية غلب عليها الأسلوب الخرافي وافتقرت إلى الحس والمنظور التاريخي فضلاً عن الخيال الواسع في القصص والأخبار، ولكن في الوقت نفسه يُعد وهب مصدراً لمن يريد الاطلاع على الدراسات التوراتية والتلمودية في ذلك العصر لأنه قد أحاط علماً بأسفار العهد القديم والعهد الجديد.
لقد كان له الأثر الكبير في دخول الإسرائيليات إلى التاريخ والسيرة والتفسير، فضلاً عن إدخاله القصة التاريخية للتاريخ وبذلك فهو يُعد أول من وضع هيكلاً وإن كان قصصياً للتاريخ منذ بدء الخليقة وحتى العهد النبوي وتأثيره على من جاءوا من بعده مثل الطبري والمسعودي واليعقوبي والمقدسي، وله الفضل في إنشاء مدرسة تاريخية لاسيما في اليمن ذات أثر في التاريخ الإسلامي.