الخيال العلمي في ضوء الفكر التربوي الإسلامي (المجال الأدبي أنموذجاً)

محتوى المقالة الرئيسي

نعسـاء بنت سـعود طريخم السبيعي
أ.د. صفية بنت عبدالله بخيت.

الملخص

حث الإسلام على التفكر في آيات الله وتأمل الدلائل المحسوسة والمدركة في ملكوت الله، قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 190-191]، قال السعدي في تفسيرها (2000، 161 ): " خص الله بالآيات أولي الألباب، وهم أهل العقول؛ لأنهم هم المنتفعون بها، الناظرون إليها بعقولهم لا بأبصارهم ...وأنهم (يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) أي: ليستدلوا بها على المقصود منها، ودل هذا على أن التفكر عبادة من صفات أولياء الله العارفين، فإذا تفكروا بها، عرفوا أن الله لم يخلقها عبثا"، فإعمال العقل واستغلاله في التفكر فيما حول الإنسان من آيات والنظر إليها بالعقل يصرف فكر الإنسان إلى ما فيه نفعه وخيره.


     وتعد عملية الخيال أحد العمليات العقلية العليا التي يقوم بها ذهن الإنسان، فهو أحد أنشطة التفكير العليا التي تتكامل فيها الخبرات السابقة مع الوقائع المحيطة بالفرد، لمحاولة الوصول إلى تنبؤات جديدة، وابداعات مبتكرة في مستقبل العلم.


     ويشكل خيال الإنسان أحد أهم الأدوار في نشأة الحضارة وفي التوصل إلى كثير من المخترعات والابتكارات والابداعات في مختلف مجالات العلم والفن والأدب والشعر والقصة والرواية، وكذلك في وضع الفلسفات والقواعد والنظم السياسية والاجتماعية، ولقد شهد العالم كثيراً من المنجزات الحضارية العظيمة بفضل ما من الله به على الإنسان من موهبة الإبداع والابتكار، والرغبة في التجديد والاكتشاف. (العيسوي، 1998، 277)


      وللخيال العلمي أهمية ودور فعال في تقديم الإنجازات العلمية التي تخدم مستقبل البشرية، وتفتح آفاق جديدة من المعرفة والعلم، ولقد أدرك علماء الفكر التربوي الإسلامي أهمية الخيال العلمي، فالمتأمل في تاريخ الفكر التربوي الإسلامي يجد أن كثيراً من كتابات الأدباء والشعراء استخدم فيها الخيال العلمي، حيث ألفت بعض المؤلفات التي قامت على أساس من الخيال وافتراض وقائع خيالية  أمثال ما دون عن ابن المقفع في كتابه كليلة ودمنة والذي جعله على صورة حوارات خيالية بين الحيوانات، ومثل ذلك ما جاء عن ابن طفيل في كتابه حي بن يقظان الذي يناقش قصة من وحي الخيال العلمي، وغير ذلك من الأمثلة مما تزخر به كتب ومؤلفات المسلمين في الفكر التربوي الإسلامي والتي تنبئ عن اهتمام المسلمين بالخيال العلمي واستخدامه وحضوره في كتاباتهم ومؤلفاتهم.

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد