مقاصد السور عند الامام الفيروزآبادي في كتابه (بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز) نماذج مختارة من السور القصار المكية والمدنية
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
الحمدُ لله ربِّ العالمين ، وصلَّى الله وسلَّم على المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسلَّم تسليماً كثيراً .
أمَّا بعد...
فإن العلم بمقاصد السور ذو أهمية بالغة في فهم القرآن العظيم فهمًا صحيحًا، لذلك يجد المتأمل في سور الكتاب الكريم، والمتدبر لآياته بما تضمنته من أحكام وأخبار ووصايا، يجد أنه أهتم بشكل رئيس بمقاصد هذا الدين عامة، وكلياته الأساسية، وإن من أهم أُسس التعامل مع القرآن الكريم هو ان نفهم مقاصده، وندرك غاياته، ونقف على أهدافه وما يرمي إلى تحقيقه في الفرد والمجتمع، فمعرفة مقاصد القرآن ابتداء تجعل لدينا تصوراً عاماً عن موضوعات القرآن الكريم ومحاوره، ومجالات اهتمامه.
وان علم مقاصد سور القرآن من العلوم الدقيقة التي تحتاج إلى فهم دقيق لمقاصد القرآن، وتذوق نظمه، وبيانه المعجز، وإلى معايشةِ جو التنزيل، وكثيرًا ما تأتي إلى ذهن المفسر على شاكلة إشراقات فكرية أو روحية.
وإذا كان التفسير علماً يراد به بيان معاني ألفاظ القرآن وما يستفاد منها توصلاً إلى الكشف عن مراد الله تعالى في خطابه للمكلفين فإن جانباً مهماً لا يمكن إغفاله في فهم كلام الله وتفسيره أي إعمال المقاصد واعتبارها في تفسير النص القرآني, فلا يمكن تدبر القرآن وفهمه فهما صحيحاً بمعزل عن فهم مقاصده وغاياته, ولقد كانت لبعض المفسرين إشارات واجتهادات تدل على اعتبارهم للمقاصد في تفسير القرآن سواء في ما فسروه من الآيات لفظاً وتركيباً أو في ما استنبطوه واستخرجوه من أحكام قرآنية.
ومن خلال ذلك ظهر لي تناول هذا الموضوع من خلال الكشف عن مقاصد السور عند الإمام الفيروزآبادي في تفسيره وعرض بعض النماذج من السور القصار المكية والمدنية.