أسواق العرب الموسمية قبل الأسلام من خلال كتاب الأزمنة والأمكنة للمرزوقي (ت421هـ/ 1030م)
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
تحولت معظم المدن والممالك العربية قبل الأسلام ولاسيما المدن التي تقع على الطرق التجارية البرية والبحرية الى محطات للقوافل التجارية والى الأسواق للبيع والشراء وتبادل البضائع ونتيجة لتمتع شبه الجزيرة العربية بمناخ مختلف فقد أختلفت المحاصيل الزراعية والغلات بين مملكة وأخرى وقد ساعد هذا التنوع على تطور الأسواق وتوسعها وذلك لأن لكل مدينة اشتهرت بصناعة مختلفة فمثلًا البخور يكثر في جنوب شبه الجزيرة العربية والجلود تدبغ في الطائف والزيت والزبيب والخمر والمنسوجات الحريرية تنتج في بلاد الشام والتمور في البحرين وهجر والعراق بالأضافة الى المحاصيل الزراعية المختلفة التي تشتهر كل مدينة بمحصول معين والى جانب المنتوجات الحيوانية التي كانت متوفرة لدى أبناء القبائل لذلك برزت العديد من الأسواق وكانت متنوعة منها ماهو دائم ويكون داخل المدن والممالك ويستمر طوال العام ومنها ماهو موسمي يقام في أوقات محددة وفي مواضع مختلفة في مناطق شبه الجزيرة العربية.
لم تقتصر هذه الأسواق الى الجانب التجاري فقد كان بعضها منتديات أدبية وميدانًا لتبادل الأفكار والتشاور في الأمور وحل الخلافات والمنازعات وأطلاق سراح الأسرى ونتيجة لأهمية هذه الأسواق فقد عدت أماكن حرمًا سواء أكانت قائمة في الأشهر الحرم التي يحرم فيها الأعتداء على الناس او في غيرها فكان الناس يأمنون فيها على دمائهم وأموالهم ماداموا في ضيافة السوق وحرمته ولهذا كان لكل سوق أناس يقومون بالمحافظة على الأمن داخله وحماية الأرواح والأموال وكانت بعض الأسواق التي لا تقام في الأشهر الحرم يتوجه اليها الناس بخفارة وحماية الملوك او شيوخ القبائل لتأمين الحماية لها من الأعتداء والسرقة . وقسم البحث الى ثلاث محاور :-
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.