مجادلات اليهود للنبي ( صلى الله عليه وسلم)في كتاب النكت والعيون للماوردي (ت450هـ/1058م دراسة تاريخية

الملخص

يعد موضوع مجادلات اليهود للنبي(صلى الله عليه وسلم) من أهم المواضيع التي تستحق الدراسة ؛لأنها تسلط الضوء على أشهر المخالفين للنبي(صلى الله عليه وسلم) واساليبهم التي تنوعت وتعددت بسبب البغض والحسد والبغي للنبي(صلى الله عليه وسلم) وللمسلمين،فلم يترك اليهود أي شيء يلحق الأذى للنبي(صلى الله عليه وسلم) إلا وأخذوا به ،فهم تارة يسألون النبي(صلى الله عليه وسلم) ،وتارة أخرى يجادلونه ويحاججونه سواء في الانبياء السابقين او في أحكام الدين أو في الله تعالى .

   مع كل ماقام به اليهود اتجاه النبي(صلى الله عليه وسلم) والمسلمين فلم يعاملهم النبي(صلى الله عليه وسلم) بأسلوبهم فهو نبي الرحمه والحكمة،بل كان دائما يجيب على إسألتهم ويحاججهم في مجادلاتهم وكان الله تعالى يؤيد نبيه الكريم فينزل القران سريعا ليبين الحكم او يبين موقف هولاء اليهود للنبي (صلى الله عليه وسلم).

أخذت هذه الدراسة نموذجا من مجادلات اليهود للنبي (صلى الله عليه وسلم) في كتاب النكت والعيون للماوردي ،اذ كان اليهود يجادلون النبي(صلى الله عليه وسلم)  في أمور كثيرة تطرقت الى نماذج منها ،وتمت الدراسه من خلال كتاب النكت والعيون وهو كتاب تفسير للقران الكريم من الكتب المهمة والذي انفرد فيه الماوردي بذكر الغامض للقارى وترك الامور الواضحة التي من الممكن للقارى معرفتها ،او انها ذكرت في كتب التفسير الأخرى ،خاصة وأن الماوردي قاضي قضاة وهو من الشخصيات الأدبية فمن الطبيعي ان يكون تفسيره مميز عن كتب التفسير الأخرى ،خاصة وأن من لحق به جعل كتابه هذا قدوه له .

ومن نماذج المجادلات التي تحدثت عنها في هذا البحث ،هي مجادلة اليهود للنبي(صلى الله عليه وسلم) في التحية،كذلك مجادلتهم له في الطعام الذي حرمه اسرائيل،مجادلتهم له في الله تعالى،مجادلتهم له في ابراهيم(عليه السلام).