مدينة أشير ودورها العلمي في الإسلام من سنة(324ه-665ه/936-1267م)

الملخص

شهدت مدينة أشير تطور كبير في الناحية السياسية، والاقتصادية، وازدهار في الحركة الفكرية والثقافية، نعكس بدوره على المجتمع الأشيري بأسره، إذ أخرج هذا المجتمع من مجتمع البداوة إلى مجتمع حضاري متطور، بفضل العلماء في ذلك العصر.

      نشأت مدينة أشير في سنة (324ه/936م) من قبل زيري بن مناد وأتخذها عاصمة لدولته الناشئة، وجلب لها البنائين من المدن التي حولها، فتم بناء المدينة بأحسن حال، وقد أقيمت المدينة على قمة جبل شاهق، وكان بناء المدينة حصيناً ومنيعاً وتحيط بها الجبال من جميع الجهات، ويكون طريقها من جهة واحدة وهو ضيق يتسع عشرة رجال فقط، وقصدها أهل تلك النواحي طلباً للأمان والعيش الرغيد فصارت مدينة مشهورة، ومدينة أشير أنجبت العديد من العلماء والفقهاء والقضاة واللغويين والشعراء والذين تركوا لنا بصماتهم الحضارية الواضحة والجلية وتمثلت في مختلف الحواضر العربية الإسلامية.