التدخل التركي في قبرص عام 1964 والموقف الأميركي منه
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
تسببت سياسة الرئيس القبرصي مكاريوس، في اواخر عام 1963 بإعادة المخاوف التركية من سيطرة اليونان على جزيرة قبرص، وهو امر لا يمكن القبول به من قبل الأتراك، لأن السيطرة على هذه الجزيرة من قبل اية دولة اجنبية، تعني تحكم تلك الدولة بطرق ومسالك الملاحة في بحر أيجة، لاسيما أنها لاتبعد عن السواحل التركية بأكثر من (73) ميلاً، فأعتقدت الحكومة التركية ان تدخلها في شؤون الجزيرة وتقديمها المساعدة والحماية للقبارصة الأتراك عملاً شرعياً، وانها ستحظى بدعم ومساندة دول حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الأمريكية في هذه القضية، كونها احدى الدول المنضوية في الحلف، فضلاً عن موقعها الجغرافي المجاور للاتحاد السوفيتي وبالتالي ستحصل على الدعم اللازم في هذه القضية، الا أن الولايات المتحدة خذلتها، وأرسل الرئيس ليندون جونسون وفداً خاصاً لهذا الغرض، وعقب ذلك أرسل رسالة حازمة اللهجة وصريحة طالب فيها الحكومة التركية بعدم التدخل العسكري، وانها لن تتدخل في حالة حدوث صدام حربي مع الاتحاد السوفيتي، لذا تسبب الموقف الأميركي ازاء هذه القضية بالصدمة للسياسيين الأتراك، الذين أدركوا ان الولايات المتحدة الأميركية لايهمها سوى تحقيق مصالحها ولو على حساب مصالح حلفائها، فتغيرت السياسة التركية الخارجية وخفضت من اندفاعها نحو الغرب.