الغش والتزييف في العملة وعقوباتها في التاريخ العربي الإسلامي
DOI:
https://doi.org/10.57592/djhr.v1i25.789الملخص
لم يعرف الإنسان التعامل بالنقود في حياته الأولى التي قضاها في الغابات ولكن بعد حياة الاستقرار واشتغاله بالزراعة ، وانخراطه في سلك الجماعة ، وجد الإنسان نفسه مضطرا للتفكير في الأخذ والعطاء ، وساعد على ذلك رغبته الفطرية في المبادلة ( 1 ) .
وتخبرنا المصادر إن الإنسان في حياته الأولى لجأ إلى استعمال وسائل مختلفة للمبادلة ، ففي الصين مثلا استعمل المحار ، وغدت الوسيلة الرسمية للتبادل حتى القرن الرابع ق . م ، حيث ظهرت في الصين النقود المعدنية ، أما في بلاد اليونان فقد لعب الثور دورا هما في التبادل ، فيذكر [ هوميروس ] في إلياذته إن بعض الأسلحة كانت تساوي تسعة ثيران وبعضها مائة ، كما قدرت الجارية بأربعة ثيران ( 2 ) .
ولكن بعد تطور الحياة اتجهت الدول إلى إعداد المعادن بأوزان معلومة وتحت مسؤولية أصحابها الذين نقشوا عليها أسماؤهم أو ميزوها بعلامات خاصة ، وتولت الدولة مسؤولية الإشراف على هذه العلامات ، فختمت القطعة المعدنية بخاتم الدولة كي تصبح قانونية ليأمنها الناس من التزييف ( 3 ) .
والتزييف في اللغة " جمع زيف بالفتح ، وهو جمع زائف ايضا ، وهو الدرهم الذي خلط به نحاس او غيره ، فكانت صفة الجودة ، فيرده بيت المال لا التجار ، والبهرجة ما يرده التجار ، ويقال له البهرج أيضا بلا هاء ، واما إذا غلب عليه الغش فيقال له الستوق وزان تنور " وعرف أيضا هو ( الزائف من الدراهم الرديء المردود لغش فيه ) ( 4 )
( 1 ) المقريزي ، تقي الدين احمد بن علي ، النقود الإسلامية المسمى بشذور العقود في ذكر النقود ، ( تحقيق محمد السيد علي بحر العلوم ) ، ط5 ، النجف 1967 ، ص 71 .
( 2 ) عبد الرحمن فهمي محمد ، صنع السكة في فجر الاسلام ، القاهرة ، 1957 ، ص 3 .
( 3 ) عبد الرحمن فهمي محمد ، النقود العربية ماضيها وحاضرها ، القاهرة ، 1964،ص 14 .
( 4 ) المقريزي ، المصدر السابق ، ص 74 .