عدول المحدثين عن الحكم في الحديث المقبول بالصحة أو الحسن الى غيرهما... ألفاظه وأسبابه(دراسة تطبيقية)
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: هناك بعض المصطلحات الغامضة, في علم مصطلح الحديث متعذرٌ على المتلقي أو طالب العلم المبتدأ, فهم مراد أئمة الحديث من اطلاقها, ولا يمكن تحقيق ذلك الاَّ بالوقوف على المراد بهذه المصطلحات, من خلال دراستها وتحليل نصوصها, ومن تلك الألفاظ ( الجيد والمجود والقوي والمشبه والصالح والثابت والمحفوظ), والامر اللافت للانتباه في هذه الالفاظ, أن جميعها تدور في حيِّز القبول, فهي اما متضمنة لشروط الصحيح أو الحسن أو مترددة بينهما أو مقاربة لاحدهما, لذا نجد ان المحدث يعدل في الحكم على الحديث المقبول بالصحة والحسن اليها , دون الافصاح عن سبب ذلك العدول , ولم يذكر احد منهم سبباَ لذلك الا الامام السيوطي (رحمه الله) عرَضَاً, بعد ذكر بعضها قائلاً : ( أَنَّ الْجِهْبِذَ مِنْهُمْ لَا يَعْدِلُ عَنْ صَحِيحٍ إِلَى جَيِّدٍ إِلَّا لِنُكْتَةٍ، كَأَنْ يَرْتَقِيَ الْحَدِيثُ عِنْدَهُ عَنِ الْحَسَنِ لِذَاتِهِ وَيَتَرَدَّدُ فِي بُلُوغِهِ الصَّحِيحَ، فَالْوَصْفُ بِهِ أَنْزَلُ رُتْبَةً مِنَ الْوَصْفِ بِصَحِيحٍ وكذا القوي). ولذا كان البحث لهذه الالفاظ بتعريفها وسوق الامثلة لها , والوقوف على اسباب عدول المحدثين عن الفاظ القبول ـ الصحيح والحسن ـ اليها, فضلاً عن بيان معانيها ومراتبها لدى علماء الحديث, وهل اختصت ظاهرة العدول بزمن دون غيره, أو ببلد دون اخر, أو مدرسة دون أخرى؟