أراجيز العباس بن الإمام علي بن أبي طالب "عليهِ السلام" ((دراسة في المفردات والتراكيب))
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
الحمد لله الذي منّ علينا بنبيه محمد (ص) وأهل بيته الطيبين وعرّفنا بمنّه وجوده عليهم، والصلاة والسلام على أفضل خلقه وأشرف بريّته أئمة الهدى وسفن النجاة نبينا محمد (ص) وآله الطاهرين، وبعد:
فتاريخ البشرية مليء بالأحداث والتطورات المتتالية، ولو تصفّحناه وبحثنا في طياته عن القدوات الإنسانية والعظماء، لجذبتنا إليه صحائف تفوح منها رائحة المسك. وتهلّ علينا نسائم طيب العنبر.
ومن هذه القدوات الإنسانية، شخصية سجل التاريخ مسيرتها بأحرف من الأنوار الإلهية، والاشراقات الربانية، سعت في دنياها إلى سلوك الطريق نحو الكمال الإنساني، وجلّ حسن الصفات، لم ترضخ إلاّ للواحد الأحد، ولم تنكس رأسها إلاّ خضوعاً وخشوعاً للفرد الصمد، فرفعها ربّها إلى عليين، وأقعدها في مقعد صدق مع أنبيائه وأصفيائه.
تلك الشخصية العظيمة، هي شخصية العباس بن الإمام علي بن أبي طالب (ع).
وأمام هذه القيم، وأمام هذا الكم من المؤلفات التي كتبت عنه (ع) نجد أنفسنا صغاراً جداً لنكتب عن جانب من جوانب حياته المضيئة، لكن حبنا لهذه الشخصية العظيمة. وإيماننا الكبير بأفعاله ومواقفه، شجعنا على تعقب طريق من الطرق التي سلكها في استشرافه نحو الكمال الإنساني، ذلك الطريق هو: (الشعر) والذي كشف عن صورة حقيقية لمواقفه المشرقة في واقعة الطف، ومسيرة حياته الوضّاءة، فحسبنا أولاً بهذا الجهد أن نعتذر لك يا سيدي قمر بني هاشم، إن قصّرنا، ولم نستطع أن نحيط بكل الشعر، أو فاتنا شيء منه، فمثلنا لا يغوص في بحر لججك، ولا يصل إلى مرافئك، لكن حبنا لك سيدي واعجابنا بشخصك ومواقفك النبيلة هي التي دفعتنا للكتابة عنك، فرحم الله قلماً يكتب عنك، وعن إمامك وأخيك الذي استشهد بين يديه دفاعاً عن القيم الإلهية، ونصرة للحق والعدل.
وعليه كان لقلمنا أن يكتب هذا البحث الذي وسمناه بـ (أراجيز العباس بن الإمام علي بن أبي طالب "عليهِ السلام" (دراسة في المفردات والتراكيب)
لقد اقتضت طبيعة البحث ان يقسم على مقدمة وثلاثة مباحث تتلوها خاتمة ،تضمن المبحث الأول :الشعر محققا والمبحث الثاني : الأراجيز على مستوى المفردة ، والمبحث الثالث : الأراجيز على مستوى التركيب ،ثم الخاتمة التي تضمنت أهم نتائج البحث، وأخيرا ثبت المصادر والمراجع .