النمارق دراسة فنية في النثر والشعر عند العرب
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وأله الطاهرين وأصحابه الغر المخلصين, أستعين بالله سبحانه وتعالى سائلاً إياه التسديد والتوفيق (وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ) في كتابة بحثي الموسوم (النمارق دراسة فنية في النثر والشعر عند العرب), وبعد مما لا شك ولا غبار عليه أن للألفاظ ميزة تجعل لها العلو والرفعة في صياغة الكلام وانها تؤنس السامع بل انها دليل بلاغته لذا قيل ((البلاغة تصحيح الأقسام واختيار الكلام))(1) ولذا اتخذ أبو هلال العسكري رأيا حازما في أهمية اللفظ وأعطى له قصب السبق في الكلام فقال ((وليس الشأن في ايراد المعاني لأن المعاني يعرفها العربي والعجمي والقروي والبدوي وإنما هو في جودة اللفظ وصفائه وحسنه وبهائه ونزاهته ونقائه وكثر طلاوته ومائه))(2), ويرى عبدالقاهر الجرجاني خطأ وبعبارة أدق مرض من لم يهتم باللفظ فقال في باب اللفظ والنظم وهو يشير ناقدا الى من أولى المعنى أهمية دون اللفظ ((واعلم أن الداء الدوي والذي أعيى أمره في هذا الباب غلط من قدم الشعر بمعناه وأقلَ الاحتفال باللفظ وجعل لا يعطيه من المزية إن هو أعطى إلا ما فضل عن المعنى يقول : ما اللفظ لولا المعنى؟))(3) واذا كان هذا شأن اللفظ فمن البديهي أن الألفاظ تتمايز فيما بينها وإن لبعضها جودة ورنقا عن غيرها من الألفاظ الاخرى ولذا نجد أن الأديب ينتقي ما يراه من محاسن الألفاظ وان الناقد ينتقد ويستكره ما قبح منها وهذا استعادني أن أقف في دراسة بعض الألفاظ ومنها مفردة (النمارق) فقد وجدتها تستوقف الشروع بالبحث فيها وفي توظيفها الدلالي فهي من الألفاظ التي لا يخلو أي أثر في لغة العرب فيها ومن أبرزها ورودها في الأثر الإسلامي في القرآن الكريم وخطب الإمام عليه السلام , وكذلك الأدب العربي شعره ونثره, ولم أكن مبالغا إن قلت إن هذه الدراسة من الدراسات الصعبة لأسباب عدة منها أنه لا توجد دراسة في صلب هذا الموضوع بتاتاً يمكن الاستفادة منها في البحث, والأمر الثاني والذي يعد سبباً مباشراً في البحث بهذا الموضوع أن صعوبة الخوض في هذا الموضوع يتطلب القراءة والمطالعة والتقصي الدقيق في العديد من الكتب والمصادر في اللغة العربية, وتكمن صعوبة هذه الدراسة في البحث عن تلك الكلمة من بين جميع مفردات اللغة العربية في تلك الكتب والمصادر, لذا دعوت الله سبحانه أن يوفقني بلطفه وعنايته في هذا البحث وأن يجعله في ميزان حسناتنا وأن ينال اعجاب واستحسان القارئ الكريم.