الاقاليم الثلاثة في العراق دراسة في الجغرافية السياسية
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
لقد اصبحت ظاهرة تفتيت الدول او تقسيمها ظاهرة جغرافية ملموسة بشكل واضح لايمكن انكارها على المسرح الدولي اذ في اغلب الاحيان تكون هذه الانقسامات بفعل عوامل داخلية او خارجية اذ يعتقد المطالبون بالانفصال او التقسيم يحققون مكاسب قومية او دينية او عرقية .وغالباً ماتقف وراء هذه الحركات الانقسامية دول كبرى تدعم هذه الجهة او تللك من اجل اضعاف الدولة الام او جعل هذا المشروع ورقة ضغط على تلك الحكومات من اجل تنفيذ مشاريعها ومخططاتها ومصالحها التوسعية. متخذى بعض القوى الدولية نقطة التنوع الاثني للسكان وسيلة لاضعاف تلك الشعوب والتدخل في شونها الداخلية والتحكم بمقدراتها,اذ تبدا بادارة اطراف النزاع بين تلك المكونات من اجل الهيمنة على تلك البلدان سياسياً واقتصادياً.وهذا ما يحدث في العراق بعد عام 2003 اذ قامت الولايات المتحدة باحتلال العراق وتعين حاكم امريكي ومن ثم تشكيل مجلس حكم يتماشى مع المصالح الامريكية, الذي بدوره قام بكتابة الدستور واجراء انتخابات من اجل تشكيل حكومة عراقية منتخبة وهذا ماحصل عام 2006, اذ قامت الولايات المتحدة بتغير النظام السياسي واسقاط النظام الحاكم تحت مبررات وحجج اثبت في مابعد زيفها وتظليلها للراي الدولي,فمنذ ذلك الوقت بدات تتعالى الاصوات بين الحين والاخر دعوى الانفصال او انشاء اقاليم على اساس العامل الاثني, اذ كانت الاحزاب الكردية هي القوى الاولى التي دعت للانفصال وانشاء دولة كردية ففي كانون الثاني من عام 2005 أجرت حركة الاستفتاء الكردستانية إلى جانب الانتخابات البرلمانية العراقية وانتخابات كردستان العراق من العام نفسه استفتاء غير رسمي من اجل معرفة راي الشعب الكردي فيما إذا كانوا يفضلون البقاء جزءًا من العراق أو يفضلون كردستان مستقلة. وكانت النتيجة أغلبية ساحقة مانسبته 98.8% من الاصوات لصالح كردستان مستقلة.,وفي عام 2011 بدات ترتفع الاصوات من اجل تشكيل اقليم سني في مناطق غرب وشمال العراق, مما شجع قيام 15 نائباً في مجلس محافظة البصرة بتقديم مشروع قانون إلى رئاسة المجلس, من اجل تحويل البصرة إلى إقليم إداري او مايسمى "اقليم البصرة" ، على غرار إقليم كردستان العراق.كذلك ايضاً قامت حكومة اقليم كردستان في 25\9\ 2017،باجراء استفتاء على انفصال كردسستان العراق اذ بلغت نسبة المشاركة في الاستفتاء 72%من المجموع الكلي للسكان,حيث اظهرت النتائج ان الغالبية العظمى من اصوات الشعب الكردي البالغة ما نسبته 92% صوتو لصالح الاستقلال وصرحت حكومة إقليم كردستان بأن الاستفتاء سيكون ملزم، لأنه سيؤدي إلى بدء بناء الدولة وبداية للمفاوضات مع العراق بدلا من إعلان الاستقلال الفوري ,وفي الوقت ذاته رفضت حكومة العراق الاتحادية شرعية الاستفتاء.ومع كل تلك الدعوات التي تنادي بالتقسيم او الانفصال كان الموقف الحكومي الرسمي هو الرفض التام لما يشكل هذا الموضوع تهديد حقيقي لوحدة العراق ارضاً وشعباً,لذلك سنتناول جدلً ان فكرة تقسيم العراق حادثة لا سامح الله فكيف ستكون هذه الاقاليم او الدول وما هي مقوماتها الجغرافية من منظور جيبولتيكي .