المقاصد الدلالية لألفاظ النوم في التعبير القرآني - دراسة في قصدية المعنى –
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
إنّ التصوير الفني للقرآن الكريم أخذ قلوب سامعيه من أرباب الفصاحة - أول نزوله - وملك عليهم أسماعهم ، على الرغم من أنّ ألفاظه هي عين ألفاظهم ،وحروفه من جنس حروفهم ، لكن الذي هالهم اختيار الألفاظ في مقامها الذي تقتضيه من النظم ، واتساقها مع المناسبة التي جاءت لتؤديها ؛ فأعطى مقام الآيات الحيوية للألفاظ ، حتى أصبحت شخوصاً تعبر عن حياتها في بيئتها التي صدر منها
والقرآن الذي أخذ قلوب العرب في الجاهلية أخذنا معه للتأمل في أسلوب استعماله لألفاظ (النوم) استعمالاً دقيقاً لها صلة بفهم اللغة فهو يوحي بأشياء ربّما تختلط على غير الخبير بأساليب العربية ، وفنونها القولية ، حيث وجدنا أنّ القرآن الكريم قد انتقى كلمات خاصة للتعبير عن (النوم) مراعياً الأبعاد والظلال، والايحاءات المختلفة للكلمات حتى تكون ملائمة للموضوع الذي سيقت له .
كلُّ ذلك دعانا إلى اختيار موضوع (المقاصد الدلالية لألفاظ –النوم- في التعبير القرآني) عنواناً لمعرفة إعجاز اختلاف المقامات ، وإعجاز وضع الألفاظ في كل موضع ما يليق به ، وإنْ كانت مترادفة حتى لو أبدل واحدٌ منها بالآخرذهبت تلك الطلاوة ،وفاتت تلك الحلاوة ، فمن ذلك قوله تعالى:]وكمْ مَّن قَرْيَةٍ أهلكناها فجاءَها بأْسُنا بياتاً أوهم قائِلونَ[[الأعراف/4] ، وفي موضع آخر : ]أَفَأَمِنَ أهلُ القرى أنْ يأتيهُم بأْسُنا بياتاً وهُم نآئِمونَ[[الأعراف/ 97]، استعمل (القيلولة) في الأول، و(النوم) في الثاني، مع اتفاقهما في المعنى العام ، ولو استعمل أحدهما في موضع الآخر لم يكن له من الحسن والقبول عند الذوق ما لاستعمال كل واحد منهما في موضعه
نخلص إلى القول : أنّ المقاصد الدلالية لها الأثر الواضح في بيان سياق المقام وارتباط المفردة القرآنية بالمناسبة التي تقتضيها من حيث أنها تحقق ايحاءً نفسياً ، وتوسعاً في ظلال الدلالة اللغوية ، بحيث إذا أبدلت بغيرها ذهب رونق البلاغة ،وغابت تلك الايحاءات النفسية والظلال المعنوية .