معتقد الموت بين المنظور النفسي والديني (دراسة ميدانية)

محتوى المقالة الرئيسي

هيثم أحمد علي الزبيدي
دنيا طيب البرزنجي

الملخص

الموت هو الرمز الكبير للتناهي البشري ، وهو حقيقة مسلمة يقينية كونية ، وهي صفة تعتري المخلوقات اللازمة لها ، ومقتضى قانون الحياة . وعلى ضوء هذه الحقيقة المبرهنة بالواقع المتكرر ، فأنه لابد من وقتية وجود المخلوقات مهما طال امده وامتد زمنه ، اذا لو فرضنا جدلا عدم وجود الموت لاختل توازن الحياة وفسد نظامها مما يترتب على طول الاعمار وتزايد الاجيال وتعاقبها (المشني ،1918 ، ص17) اذ اهتم الفلاسفة بالموت اهتماما كبيرا ويرون ان الموت سر لايكاد ينفصل عن صميم وجودنا مادام وجودنا وجوداً زمنيا متناهيا يسير نحو الفناء ، بالرغم من ان الموت هو الحقيقة الوحيدة التي لا يرقى اليها شك (شورون، 1984 ، ص38) . ان تفكير الانسان بالموت يدفعه الى تخليد نفسه ، فالبناء والبطولة او الفن والابداع هي وسائل الخلود ، فالانسان ينتج ويبدع متحديا العدم فهو لا يدرك معنى الحياة اذ لم يعرف معنى الموت . والنظرة الى الموت ، هي نظرة الى الحياة قبل كل شي والى التشبث بها والاندفاع في مجراها . (الدباغ ، 1998 ، ص5) .


فيما يخص معتقد الموت فان تاريخه يعود الى الانسان النيادرتال على ما يرئ بعض الباحثين ، اذ اشاروا الى ان ذلك الانسان كان له شي من الاعتقاد بالموت من خلال طريقة دفنه للموتى وموقفه منهم ، ومن الملاحظات المهمة عن دفن الموتى عند النيادرتال انه كان يدفن الموتى في اماكن قريبة من المواقد مما يمكن تفسيره بانهم ياملون بطريقة او باخرى ان تعيد حرارة النار خاصية معينة للميت ادركوا ان فقدانها سبب الموت (حنون ، 1986 ، ص30-32) لقد كان للفراعنة معتقدا خاصا للموت ، وعنوا بالاموات عناية دفعتهم الى بناء تلك المقابر الشامخة (الاهرامات) التي اصبحت رمزا ومعلما معبرا عن تلك المعقدات ، وعبروا عن الموت بانها رقاد في القبر الى ان تعود روح الميت ، فتردي جسدها الفاني كما يبعث به في عالم الخلود . (عبيد . ب.ت 109) وفي العراق القديم وضع الكهنة اصول الدين وقواعد العبادة وعدوا الموت امرا محتوما قررته الالهه للبشر عندما خلفتهم بخلاف الخلود فقد افردته الالهه لنفسها . اذ دفن الاموريون امواتهم في قبور ووضعوا معهم الالات وادوات الاسلحة والحلي مما يدل على هناك نوع من الاعتقاد بعالم ما بعد الموت . (الدباغ ، 1988 ، ص20) فالموت وعلى امتداد حياتنا عمل على استمرار هذه الحياة . فقد اردنا من هذه المقدمة اعطاء صورة عن معتقد الموت لدى الفكر الإنساني .

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد