تحولات الشكل في الشعر العراقي الحديث الزهاوي ت(1936) والرصافي ت(1945)انموذجا
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يعد الشاعران جميل صدقي الزهاوي ومعروف عبد الغني الرصافي من أوائل الشعراء الذين حاولوا ولوج ميدان التجديد في الشعر العربي الحديث على مستوى الشكل والمضمون.وهما ايضا قادا حملة تجديد كبيرة لتغيير المجتمع وعلى مستويات الحياة جميعها,.
و التجديد في الشعر ليس بجديد،فقد مر الشعر العربي بمراحل مختلفة استجابة لحاجة الأنسان والمجتمع ووعي الشاعر وثقافته،لذلك كانت محاولة الشاعرين التجديدية للأثبات شاعريتهما وتأكيد مميزاتهما الخاصة من خلال الدخول في ميدان التجديد في الشعر العربي الحديث.
وأول ما نظر اليه الشاعران مفهوم الشعر ،فالزهاوي يرى ان لكل امة شعراخاصا بها له ملامحه الخاصة،وان الشعرهو ما يهز النفوس ويعبرعن الشعور وبما يخرج من الاتباع الى الابتداع، والرصافي اكد نظرته التجديدية بتأكيده على موضوع الوحدة العضوية في القصيدة وركز على موضوعين مهمين مهمين،الأول تفاعل الشعر مع روح العصر والتعبير عنه،والثاني الابتكارالذي يأتي بمضمون وشكل جديد.وهذه الاشارة تعني التحول بالوزن والقافية والموضوع.وكانت لهما اسهامات في كتابة القصيدة الجديدة بعيدا عن البناء التقليدي الموروث.
ان منجز الشاعرين شكل بداية جريئة لتحولات مهمة فيها وعي وارادة وثورة وابداع،وشكل منجزهما الشعري تواصلا مع حركات التجديد التي ظهرت في العصر العباسي أوحركة الشعر في الاندلس.
والشاعران بموقفهما هذا فتحا باب الدخول في انماط شعرية جديدة استجابة لتطورالحياة بعيدا عن الخطابة الشعرية والألتفات الى الذات الداخلية والابتعاد عن دوائر السلطة والتعبير عن حاجات الانسان.ولأجل تثبيت موقفهما هذا واجه الشاعران بقوة سهام النقد والرفض من الشعراء والنقاد المحافظين على النظام الشعري القديم.
ان تجربة الشاعرين تحسب بجرأتها وجدتها والقدرة على تحقيق ولادة جديدة عدها البعض واعدة وشرعية والبعض الاخر عدها تحولا لم يحقق النضج والعمق ولم يشغل مساحة مهمة في الشعر العربي الحديث،المهم في هذا انهما انجزا بداية مهمة لتحولات كبرى في القصيدة العربية على مستوى الشكل والمضمون اسهمت بظهور حركة الشعر الحر في العراق