داود الطائي والفضيل بن عياض والبواكير الأولى لظهور التصوف في الإسلام دراسة في الجذور الفكرية الأولى للتصوف
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
داود الطائي والفضيل بن عياض والبواكير الأولى لظهور التصوف في الإسلام دراسة في الجذور الفكرية الأولى للتصوف
داود , عياض , الاسلام
لا يمكن لأي دارس في نشوء الفرق الإسلامية ان يجتاز مرحلة تأسيس أيه فرقة دون أن يمر على جذرها التأسيسي وبداية لنشووئها وأسباب النشوء وتطور اية فرقة واسباب ذلك ، و ذلك الامر ما تضمنه البحث الذي يبحث في نشوء التصوف الاسلامي وظهور فرقة الصوفية والتي مرت بعدة مراحل حتى تكامل شكلها النهائي لتظهر بصورتها وتعرف باسمها ولاشك أن عوامل تشكلها كإحدى الفرق الإسلامية كان له اسبابه وقد كشفت هذه الدراسة جزءاً منها ، في أن ألاصل الأول للتصوف كان ظهور الزهد ورجاله في العصر الإسلامي الأول والذي نشأ لأسباب عدة ليس أقلها تغير أنماط الحياة الاقتصادية والذي دفع بتغيرات عدة في الحياة الاجتماعية ، ومن ثم تلك الصراعات التي قامت بين المسلمين الأوائل واتساع رقعة الدولة ودخول العديد من الأمم والشعوب الى الإسلام ، مما دفع بعدد من الصحابة او التابعين الأوائل الى حياة الزهد . ومن هنا تطور الزهد لينتج لنا في مراحله النهائية نمطاً جديداً عرف فيما بعد بالمتصوفة وتحول تأثيرهم من الانعزال عن الحياة انعزالاً عن الفتن وزهداً في الحياة وحنيناً الى الحقبة الاولى للعصر النبوي الى عهد جديد تمثل بظهور شخصيتن هما داود الطائي (ت165هـ) والفضيل بن عياض(ت187هـ) حيث يمكن للمتتبع أن يعثر في سيرتهما بما يوحي بعهد جديد من الانتقال نحو المراحل الاولى للتصوف ، وقد أوضحت الدراسة شيئاً من سيرتهم ومن ثم ذكرت الإشارات الأولى التي صدرت عنهم والتي تخص الاختلاف عن سلوك الزهاد ممن سبقهم ، وهي أشارات تكفي لإيجاد ما كان عليه الزهاد وما أنتجه الأوائل من الصوفية من اختلاف في التفكير والسلوك .