الخِطبَة واحكامها في الشريعة الاسلامية والقانون العراقي

محتوى المقالة الرئيسي

ا.م.د ياسر صائب خورشيد البياتي

الملخص

الحمد لله المالك الوارث الديان والصلاة والسلام على نبينا الهادي الى اقوم الاديان وعلى اله وصحبه الكرام ومن سار على نهجهم على طريق الفلاح والايمان .


 وبعد...


     فان الاسرة هي اساس بناء المجتمع والركيزة الاساسية المبنية على الاستقرار والعطاء ، وعقد الزواج لا يحقق غاياته العظيمة ، ومقاصده النبيلة ، الا بالتزام كل واحد من طرفيه بما رتب الشارع الحكيم عليه من تبعات ، ونيله ما منحه له من حقوق ، منطلقا في ذلك كله من رضا وقناعة مصدرهما ثقته بمن شرع سبحانه وتعالى ، وانه لا يشرع الا ما فيه الحق والخير والطمع في جزيل اجره وثوابه .


     لهذه الاعتبارات اولى الاسلام الاسرة جل اهتمامه ، يدل لذلك النصيب الوافر الذي حظيت به احكام الاسرة وتعاليمها من ايات الذكر الحكيم ونفحات النبوة العطرة .


     ومن ناحية اخرى ، فلما كانت شريعة الله تتصف بالخلود الذي يمنحها الصلاحية لكل زمان ومكان ، ويؤهلها للقدرة على مواجهة الحوادث ومعالجة المشكلات التي تطرأ في كل حين ، فقد تصدى علماء الاسلام لقضايا الاسرة المعاصرة وتناولوا بالتحليل وبيان الحكم الفصل والدواء الناجح كل مستجد بما يتلائم وعراقة اصول الشريعة وسمو تعاليمها ونبل مقاصدها .


     وفي هذا البحث المتواضع الذي لا يعدو كونه جهداً بسيطاً عرضت فيه لجانب من نظام الاسرة يتعلق بمقدمة عقد الزواج التي ندب الاسلام الى مراعاتها ونحن بصدد انشاء علاقة زوجية ، كي يكون الاقدام عليها نتاج تفكير سليم وقرار مدروس حكيم ، بعيدا عن الارتجال والسطحية والنزوة الجامحة والمطمع الدنيوي الزائل ، و اكد القانون العراقي اغلب ما جاء في ضوابط الشريعة الاسلامية فيما يتعلق في مقدمة الزواج ومتعلقاته في الاحوال الشخصية.


     وبهذا فقد قسمت هذا البحث الى مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة ، وقد اشتملت المقدمة على اهمية البحث وسبب اختيار الموضوع ، وكان الكلام في المبحث الاول عن تعريف الخطبة ومعناها وماهيتها ومشروعيتها وفوائدها وحكمة تشريعها .


     وفي المبحث الثاني تكلمت على حكم الخطبة وانواعها وشروطها ومن تباح خطبتها وما يترتب عليها وحكم الخطبة على الخطبة ، وكان الكلام في المبحث الثالث عن مقومات المراة المخطوبة ورؤيتها ومقدارها ووقتها وشروطها وطبيعة علاقة الخاطب بالمخطوبة وتحريم الخلوة بها والعدول عن الخطبة واثره .


     اما الخاتمه فقد تضمنت اهم النتائج التي توصلت اليها بشأن الخطبة ومتعلقاتها ، وفي الختام اسأل الباري جل وعلا ان يلهمنا الرشاد والاخلاص في القول والعمل ويجنبنا الشر والزلل انه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين .

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد