الأحرف العشرون منظومة في معاني حروف الجر (دراسة وتحقيق) للعلامة أحمد بن موسى بن أحمد البيلي الأزهري (ت 1213 هـ)
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
الحمد لله الذي رفع العلماء، ونصبهم على عروش العز والسؤدد، وجعلهم يجرون أذيال الفخار، ويكسرون ظلمات الجهل بحروفهم المنيرة، وصلى الله وسلم على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين. أما بعد:
فإن حروف الجر أكثر الحروف ورودًا في الكلام مما يجعلها ذات أهمية كبرى في بناء الكلام العربي، وهي كثيرة الشيوع في القرآن الكريم والحديث الشريف مما يجعل معرفة معانيها دعامة مهمة من دعامات تفسير القرآن وشرح السنة، الأمر الذي ينبني عليه معرفة مراد الشارع الحكيم من نصوصه. وشرف العلم ينبع من شرف متعلقه.
لأجل ما سبق اهتم علماؤنا بدراسة معاني حروف الجر اهتمامًا كبيرًا، فألفوا فيها المؤلفات الكثيرة ما بين منظوم ومنثور، ناهيك عن تعريجهم عليها وعلى معانيها في كل كتاب من كتب النحو وكتب الحروف التي شهدها التأليف النحوي في حضارتنا.
معلوم لدى المحققين أن من أصعب المهمات في التحقيق مسألة ضبط المنظومات؛ وذلك لكونها تحتاج إلى ضبط عروضي معاضد للضبط الصرفي والنحوي؛ لما تمتاز به المنظومات العلمية من لغة انزياحية حتى عن لغة الشعر التي هي منزاحة عن لغة النثر؛ فاللغة في الشعر لها خصوصية عن لغة النثر، لما تحتويه من حيود عن المباشرة والتقريرية نتيجة لخضوعها لسلطة الوزن والقافية، مع ما يفرضانه من قيود على حرية التعبير. والمنظومات العلمية لها لغتها الخاصة التي تقيدها أكثر من الشعر، لكونها تنطوي على إيصال محتوى علمي يكون على شكل معلومات محددة منضبطة بضابط العلم غير منطلقة بانطلاق الأدب، فليس لها انطلاق الشعر وحريته.
ومن بين الانزياحات الأخرى التي تواجه لغة الأرجوزات أن وزن الرجز يتحمل كثيرًا من الزحافات والعلل، فهو متميز عن النظم على أي بحر من بحور الشعر الخليلية الأخرى. فلغة الأرجوزات العلمية انزياح من انزياح من انزياح، إذ هي انزياح من النثر إلى الشعر، وانزياح من الشعر إلى الشعر التعليمي، وانزياح من الشعر التعليمي إلى الأرجوزة التعليمية. الأمر الذي يقتضي معرفة شاملة باللغة من صرف ونحو وعروض ودلالة.
وقد اخترت منظومة p الأحرف العشرون i للعلامة أحمد بن موسى بن أحمد البيلي الأزهري (ت 1214 هـ = 1799 م) لتكون موضوعًا للتحقيق والدراسة، ونحاول أن نظهرها - بإذن الله تعالى - في أبهى حلة وقد اعتمدنا نسختين في تحقيقها نسخة الأزهر ونسخة دار الكتب، وقسمنا العمل قسمين القسم
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.