ظاهرة التفكُّك الأُسري في الشعر الأندلسي – دراسة تحليلية (عصر الخلافة مثالًا)

محتوى المقالة الرئيسي

أ.م. د. لؤي صيهود فواز التميمي
محمد جميل مصطفى

الملخص

     يدرس البحث ظاهرة التفكُّك الأُسَري على أساس نقد المجتمع الأندلسي في ضمن مدَّة عصر الخلافة, إذ إنَّ الشعر كما هو معروف يضطلع بدور مهم في المجتمع؛ وذلك لإنبثاقه من رحم المنظومة الإجتماعية, فهو نتاج إجتماعي ونفسي في الوقت ذاته, والشعر في حقيقته نقدٌ للحياة, وبما أنَّ الشاعر يعانق مشكلات مجتمعه وقضاياه الكبرى, ويساعد على تطويره وتعديل سلوكه, لذا فلا يكفي أن يكون عاكساً للواقع فقط, بل يتوجَّب عليه نقده, وتقديم آرائه, أملًا في تغييره نحو الأفضل, لذا فقد وجدنا الشاعر الأندلسي – في ضمن هذه المدَّة – يحاول تقصِّي ظاهرة التفكُّك الأُسَري التي كانت تستفز خياله وأفكاره, ممَّا جعله يوجِّه سهام نقده لها, في محاولةٍ لتجنيب المجتمع المآسي والأمراض الإجتماعية, وتوجيه مساره نحو وجهته الصحيحة. حاول البحث عبر دراسته تلمُّس أثر هذه الظاهرة, والإحاطة بجوانبها في ضمن بنية النصوص الشعرية, متخذين من المنهج التحليلي أداةً للكشف عن تجلِّيات تلك الظاهرة في محاولةٍ لإستشفاف المعاني المكتنزة داخل تلك النصوص, والمترسِّبة في أعماقها, والتي تظهر بصورة جليَّة انعكاسات الجوانب الإجتماعية والإقتصادية, التي كان لها الأثر الكبير في إنتشار تلك الظاهرة التي أسهم الشعراء في نقدها عبر مقطوعاتهم الشعرية, بوساطة تصويرهم المشكلات الواقعية للأسرة, والظروف التي ساعدت على تشتيتها وتفريقها, وكيف أنَّها كانت تعيش وضعًا متأزِّمًا, لِمَا أصاب العلاقات القائمة بين أفرادها من تفكُّك وتشرُّد لأسباب عدَّة, يقف في مقدّمتها, الفقر الشديد, والسجن, والهجرة, والمشكلات الداخلية الخاصة, فضلاً عن اختلاط العنصر الإسلامي بأهل الديار المفتوحة. فقد رسم الشعراء صورة واقعية للأسرة الأندلسية, إذ التفكُّك والتصدُّع ترك الأسرة تتشظَّى أمام أعين الأبوين, من غير قدرة على تغيير أو فعل شيء يرمِّم ما انهدم من بنائها, فالخطوب قد حاصرتهم من كلِّ حدبٍ وصوب, فصدَّعَت روابط الأُسرة ومرتكزاتها التي عليها تستند, والتي بانهيارها وتصدُّعها يعيش المجتمع على شفا جُرُفٍ هارٍ. وقد أبرزت الدراسة ما انطوى عليه الشعر الأندلسي – في ضمن تلك الحقبة – من نضوج فني أهَّلَهُ لأَن يكونَ أنموذجًا لدراستنا, كما أبرزت وعيًا فنيًا مكتنزًا لشعراء الأندلس في التعبير عن تجاربهم الواقعية, والتي شكَّلَت صدًى للأحداث التي صوَّرَتها مقطوعاتهم الشعرية.

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد