التَوَاصلُ الإشَاريُّ وَعُمقُهُ التَأثِيريُّ فِي الشعرِ الأندلسيِّ

Main Article Content

م.د.محمد طه جواد ياسين الساعدي

Abstract

ذَهَبتْ هذهِ الدِراسةُ إلى تَسليطِ الضَوءِ بإمعانٍ عَلى حَديثِ الجَسدِ للجَسدِ، أو التَواصلِ الصَامتِ ، الصائتِ ، غيرَ المَنطوقِ بَينَ جَسَدِ الحبيبِ وَحَبيبَتهِ ، وحَجمِ تَأثِيرهِ عَلى الآخَرِ، وَطَريقةِ توظيفهِ فِي الشِّعرِ الأندلسيِّ فِي عَصري المُرابطِينَ والمُوحدينَ ، لما لِهذا التَواصلِ من أهَميةٍ كَبِيرةٍ فِي التَعبِيرِ عَمَّا يَخْتَلِجُ فِي النَّفْسِ ، فهو يُحدثُ الطمأنينةَ ، ويخلُقُ جواً من الشعورَ بالرضا، ويعززُ الثقةَ في النفسِ ، خُصوصًا عِندما يَصْعِبُ التَواصلُ اللسَانِيُّ ؛ لِمانعٍ ما ، أو قد يُلْجَأُ إليهِ لأنَّ هذا التَواصلَ الإشاريَّ أكثرُ صِدقًا ، وتأثيرًا وتَحرِيكًا للمَشَاعِرِ مِنْ اللسَانِيِّ ؛ لأنَّ الخِطابَ المُباشرَ يُمكنُ أنْ يَتَصَنعَ المُتحدثُ فيهِ ، ويُخفي بِدَاخِلهِ ما لا يُرِيدُ إظهارَهُ ، مَعَ الأخذِ بالاعِتبَارِ أنَّ التوَاصلَ الإشَاريَّ يَحمِلُ أثرًا نَفسيًّا حَقِيقيًّا ، وَيَبُوحُ بهِ بِقوَّةٍ ، ممَّا يَجعَلُهُ أكثرَ تَأثِيرًا فِي نَفسِ المُتَلقي ، وَعَدم شَكِّهِ بِصِدقِ النَوايا ، وحَجمِ العِشقِ ، والشَوقِ ، والرَغبةِ بَينَ الطَرفينِ ، لذا حَاولتْ هذهِ الدِرَاسةُ كَشفَ اللِّثَامِ عَمَّا وَظَّفَهُ الشاعرُ الأندلسيُّ مِنْ إشَاراتٍ جَسَديةٍ تَتَكَلمُ بالكَثِيرِ عَمَّا يَختَلِجُ بِصَدرهِ ، وبِصَدرِ الطَرفِ الآخرَ مِنْ جَانبٍ نَفسيٍّ ، مَعَ عَدَمِ تَجَاهلِ مَعنى المَعنى في عَمَليةِ استنطَاقِ النَّصِ الشِّعريِّ ، بالإضافةِ لِتَسلطِ الضَّوءِ عَلَى الفِنونِ والأَلوَانِ البلاغِيةِ التي سَاهمَتْ فِي رَسمِ صُورَةِ الَطرَفِ الآخر الجَمَالِيةِ ، للوصولِ إلى أكبرِ عددٍ مِنَ الدَّلالاتِ ، والتَصَورَاتِ التي يَحملُها بِمَتنِهِ ، وحَجمِ التأثيرِ الذي فَرضَهُ عَلَى الطَرَفِ المُتَلَقي ، وَمَدى الاستجَابةِ لهَا ، والتَفَاعُلِ مَعَهَا .

Article Details

Section

بحـــــــوث العــــــدد