الوسطية في مقاصد الشريعة الإسلامية

محتوى المقالة الرئيسي

م.د.وليد هاشم كردي الصميدعي

الملخص

- الشريعة جاءت لمصالح العباد في العاجل والآجل معا ، وتكاليفها ترجع إلى حفظ مقاصدها في الخلق وهذه المقاصد على ثلاثة أقسام: المقاصد الضرورية ، المقاصد الحاجية ، المقاصد التحسينية.


2- مقصد الشارع حمل المكلف على التوسط من غير إفراط ولا تفريط، وهو الطريق المستقيم الذي جاء به ، إذ  أن الخروج إلى الأطراف حائد عن العدل وناكب عن صراطه ، وحينئذ فلا مصلحة فيه البتة ، أما في طرف التشديد ، فلما فيه من الحرج المؤدي لبغض الدين والانقطاع عن التزود به إلى المعاد ، وأما في طرف الانحلال فلما فيه من إتباع الهوى والشهوة.


3- دين الله بين الغالي فيه والجافي عنه، وخير الناس النمط الأوسط الذين ارتفعوا عن تقصير المفرطين، ولم يلحقوا بغلو المعتدين ،وقد جعل الله هذه الأمة هي الأمة الوسط في جميع أبواب الدين، فهم أهل الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ،غير المغضوب عليهم الذين يعرفون الحق ولا يعملون به كاليهود ، ولا الضالين الذين يعملون ويعبدون ويزهدون بلا علم كالنصارى.


4- الشريعة مبناها وأساسها على الحِكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد ، وهي عدل كلها ورحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها ، فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور ، وعن الرحمة إلى ضدها ، وعن المصلحة إلى المفسدة ، وعن الحكمة إلى العبث ، فليست من الشريعة وإنْ أدخلت فيها بالتأْويل.


5- ينبغي للناظر في أحكام النوازل من أهل الفتيا والاجتهاد أن يحملوا الناس على الوسط المعهود المعتدل بين طرفي التشدد والانحلال ، فلا يذهب بهم مذهب الشدة ، ولا يميل بهم إلى طرف الانحلال.


6- لحفظ الدين اتسمت الشريعة بالمرونة وشرعت الأحكام الحاجية لصيانة الدين ، فشرع الرخص في العقيدة والعبادات للتيسير ورفع الحرج والمشقة.

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد

الأعمال الأكثر قراءة لنفس المؤلف/المؤلفين